هدد أساتذة الثانويات الثلاثة المتواجدة ببلدية الكاليتوس، بالعاصمة، بمقاطعة الدراسة والدخول في إضراب إذا لم تتحرك السلطات الوصية لتوفير الأمن داخل وخارج أسوار المؤسسات، وذلك على خلفية الاعتداءات اليومية التي يتعرضون لها من طرف عصابات مكونة من شبان منحرفين، آخرها ما حدث، نهاية الأسبوع المنصرم، حيث تم اقتحام إحدى الثانويات والاعتداء الجسدي على إحدى التلميذات وسرقة هاتفها النقال. عبّر العديد من الأساتذة بثانويات الكاليتوس بالعاصمة عن تذمرهم، وسخطهم جراء سكوت مديرية التربية حيال ما يحدث لهم داخل المؤسسات التربوية، من اعتداءات شبه يومية، وتهديدات من طرف أشخاص غرباء عن المحيط المدرسي، يدخلون ويخرجون إلى تلك المؤسسات بكل سهولة نظرا لغياب أعوان الأمن، وحسب رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، مريم معروف، في تصريحها ل ''الجزائر نيوز''، فإن الاعتداءات أصبحت يومية على الأساتذة والتلاميذ، مثلما حدث نهاية الأسبوع المنصرم، حيث تعرضت ثانوية 1600 مسكن ''محمد بن عبد الله'' لعملية اقتحام من طرف مجموعة من الشبان ملثمين، استطاعوا الدخول إلى الثانوية عن طريق القفز من الحائط الذي يؤدي إلى المساحة المخصصة للرياضة، حيث صادف وجود أستاذ التربية البدنية الذي اِلتحق، مؤخرا، بمنصبه، وقاموا بالاعتداء عليه بواسطة سكين وسلبه مبلغا ماليا وهاتفه النقال قبل أن يلوذوا بالفرار· هذه الحادثة الأخيرة، -حسب المتحدثة- أثارت رعب واستياء الأساتذة، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها الثانويات المتواجدة على مستوى البلدية على غرار ثانوية ''مسعود أوجيدة'' و''ثانوية 621 مسكن''·.. لاعتداءات متكررة في الفترة الأخيرة من طرف عصابة تضم 06 شبان تقوم بترصد التلاميذ أمام أبواب المدارس وتعتدي عليهم وتقوم بسلبهم ممتلكاتهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، كما سبق -حسب المتحدثة ذاتها- وأن تم اقتحام ثانوية ''مسعود أوجيدة'' -مؤخرا- من طرف أفراد العصابة الذين دخلوا الأقسام عنوة وقاموا بالاعتداء على الأساتذة والتلاميذ، كما شهدت ثانوية 1600 مسكن محاولة اعتداء جنسي على تلميذة تدرس في القسم الثالث ثانوي من طرف أحد أعضاء العصابة بالقرب من مدخل الثانوية وأمام الملأ، الأمر الذي استدعى تدخل والدها الذي تعرّض للضرب والشتم على يد أفراد العصابة· كما كشفت رئيسة المجلس أنه خلال، الأسبوع المنصرم، أيضا تم اقتحام ثانوية ''مسعودة أوجيدة'' من طرف مجموعة من الشبان، بحثا عن أحد التلاميذ الذين أرادوا الاعتداء عليه، وقد أثار ذلك هلع الأساتذة والتلاميذ في ظل غياب تام لأعوان الأمن. وعلى إثر الاعتداءات المتكررة على التلاميذ والأساتذة، والسرقة المتواصلة بالتهديد والوعيد من طرف مجهولين وأشخاص خطرين، أقدم نهاية الأسبوع المنصرم، أساتذة ثانوية ''مسعودة أوجيدة'' بتنظيم وقفة احتجاجية بالمؤسسة، مطالبين مديرية التربية لمقاطعة الشرق بضرورة توفير الأمن، على الرغم من أنها -حسب مريم- تقول إنها تكفلت بالموضوع، إلا أنه إلى غاية الساعة لا توجد أي تغطية أمنية، وكشفت المتحدثة ذاتها أنه سيتم تنظيم وقفة احتجاجية موحدة بين أساتذة الثانويات الثلاثة، خلال الأيام المقبلة، وبعدها تنظيم احتجاج أمام مقر مديرية التربية للجزائر شرق، وهدد الأساتذة بمقاطعة الدراسة إذا لم تتحرك الوصاية في أقرب وقت، مخيرينها بين الأمن أو عدم التدريس.