واصل عدد من الأطبّاء الأخصّائيين أمس الاثنين الإضراب الذي انطلق أوّل أمس الأحد احتجاجا على ما وصفوه بلا مبالاة وزارة الصحّة بمطالبهم ورفضا لما وصفوه بالممارسات التعسّفية والإجحاف الذي طالهم حسبهم لعدّة سنوات، مواصلين بذلك تهديدهم للوزارة بالدخول في إضراب من المتوقّع أن يدخل اليوم الثلاثاء يومه الثالث والأخير، ليصرّ بذلك أصحاب المآزر البيضاء على تنفيذ تهديدهم· قصد معاينة حالة القطاع الصحّي بعد غياب الخدمات الطبّية المتخصّصة، تنقّلت (أخبار اليوم) إلى بعض المستشفيات بالعاصمة، منها المستشفى الجامعي (مصطفى باشا) حيث تجوّلنا في عدّة مصالح، خاصّة تلك التي تخصّ الأمراض المزمنة كمصلحة أمراض القلب، حيث أكّد لنا رئيس المصلحة أن جميع الأطبّاء الأخصّائيين داوموا بصفة عادية ولم يلتحقوا بالإضراب الذي تمّ الإعلان عنه قبل حوالي ثلاثة أيّام، في حين صرّح لنا أحد المسؤولين بالمستشفى، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، بأن نسبة نجاح الإضراب على مستوى مستشفى (مصطفى باشا) وصلت إلى 80 بالمائة. أمّا فيما يخصّ خدمة العمليات الجراحية فقد أكّد ذات المسؤول أن قسم العمليات أيضا سجّل إضرابا، في حين لاحظنا استمرار العمل بصفة عادية في مصلحة الاستعجالات بالمستشفى· وكانت (أخبار اليوم) قد تنقّلت أوّل أمس الأحد الذي صادف أوّل أيّام الإضراب إلى مستشفى (بشير منتوري) بالقبّة، حيث زرنا مصلحة الاستعجالات التي وجدناها مكتظّة بالمرضى الذين أبدوا استياءهم من مستوى الاستقبال في المصلحة، حيث يروي أحد المرضى أنه بقي ينتظر حضور الطبيب طويلا مع أنه كان في حالة استعجالية بعد أن شرب مادة (جافيل) ولم يلق التكفّل اللاّزم، في حين عبّرت إحدى المواطنات التي كانت برفقة زوجها المريض الذي نقل على جناح السرعة إلى المصلحة عن استيائها من مستوى الاستقبال وسوء التكفّل بالمرضى في المصلحة، والذي عبّرت عنه بكلمة (الهمّ). وعن التواجد الطبّي في المصلحة صرّحت المواطنة قائلة إنها لا تعلم ما يفعله الأطبّاء وهم مختفون عن الأنظار لا يلمح أيّ أحد منهم. وحتى لا نكون مجحفين في الحكم ارتأينا التنقّل إلى مسؤولي المصلحة لتفسير هذه الأوضاع مادام المضربون أكّدوا ضمان الحدّ الأدنى من الخدمات، لكننا لم نجد أحدا من المسؤولين في حين رفض الأطبّاء التصريح فتنقّلنا إلى باقي المصالح أين التقينا أخيرا بأحد العمّال الذي أكّد لنا أن الأوضاع في كافّة المصالح تسير بشكل عادي مع إضراب حوالي سبعين طبيبا مختصّا موزّعين على جميع المصالح الاستشفائية وذلك لأن المستشفى يملك عددا لا بأس به من المساعدين قدّر عددهم بحوالي 120 طبيب مختصّ مساعد استطاعوا تغطية النّقص الذي أحدثه غياب الأطبّاء المختصّين. وأوضح نفس المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه ولا منصبه، أن جميع مواعيد الفحص الخاصّة بالمرضى، والتي كان من المفترض أن يجريها الأطبّاء المضربون أجراها الأطبّاء المساعدون ولم يؤجّل أيّ موعد فحص، أمّا عن مواعيد العمليات الجراحية التي كان من المفترض إجراءها أمس أو خلال أيّام الإضراب فقد تمّ التكفّل بالحالات المستعجلة فقط بينما تأجّلت العمليات الأخرى إلى حين عودة الأطبّاء المختصّين إلى العمل· وأبدى مصدرنا تخوّفه من الأيّام القادمة للإضراب، مؤكّدا على أن المشاكل ستبدأ في الظهور مع الوقت وليس خلال أوّل يوم، خاصّة في المستشفيات الجامعية ك (مصطفى باشا) و(بارني)، وأوضح أن مستشفى (بشير منتوري) عادة ما يخرج من الإضرابات بأقلّ الخسائر، حيث لم تتعدّ نسبة خسائره في الإضرابات الماضية للأطبّاء واحد بالمائة وأحيانا صفر بالمائة، مبرّرا ذلك بوجود عدد كاف من الأطبّاء المساعدين الذين يتولّون تغطية الفراغ، ممّا يضمن السير الطبيعي للمستشفى· للتذكير، فإن الأطبّاء الأخصّائيين أعلنوا عن إضرابهم لثلاثة أيّام ويهدّدون بإضراب آخر في حال عدم تحقّق مطالبهم وذلك أيّام 11 و12 و13 من الشهر الجاري، بينما سيدخلون في إضراب مفتوح ابتداء من يوم 19 مارس في حال لم تتغيّر الأوضاع التي طالبوا بتغييرها في وقت سابق· وكان رئيس النقابة الوطنية للأطبّاء الأخصّائيين قد صرّح أوّل أمس الأحد بأن نسبة الاستجابة للإضراب بلغت 75 بالمائة على المستوى الوطني في أولى أيّام هذا الإضراب·