تمكنت مصالح الأمن أمس الثلاثاء من كبح موجة الغضب التي اجتاحت سكان حي بيتروس ببئر توتة، في الجزائر العاصمة، أثناء اعتصامهم أمام البلدية احتجاجا على عدم تنفيذ المسؤولين المحليين لوعودهم بخصوص السكن، وفي غياب أي رد خاصة من طرف رئيس البلدية، فإن مصالح الأمن اضطرت إلى التدخل كوسيط ما بين الطرفين·· واعتصم المئات من المواطنين القاطنين بحي بيتروس أمام مقر بلدية بئر توتة، من أجل المطالبة بإجراء عملية تحقيق لإحصاء عدد السكان في هذا الحي، فحسبهم الإحصاء الذي أجرته مصالح البلدية مغلوط لأنه أحصى فقط 68 عائلة في حين أن الحي يضم أكثر من 150 عائلة، فالمطالبة بإجراء عملية إحصاء دقيقة في هذا الحي من أهم مطالب المحتجين مع منحهم سكنات لائقة بدل البيوت المتهدمة التي يقطنون بها منذ أكثر من نصف قرن·· وحتى المساكن التي وعدت بها البلدية بتسليمها في أقرب الآجال لم تسلم إلى غاية الساعة وحتى عملية تعبيد طرقات الحي الذي يعيش في كارثة حقيقية خاصة عند تساقط الأمطار أين يتحول الحي إلى مستنقع كبير يغرق فيه أطفال الحي بل ينقطعون عن الدراسة بسبب انعدام المسالك·· فهؤلاء السكان وخلال اتصالهم بأخبار اليوم، عبروا عن غضبهم الشديد على سياسة التهميش والظلم الممارسة ضدهم من طرف السلطات المحلية خاصة من ناحية عدم تنفيذ الوعود المتكررة من قبلهم حتى أنهم فقدوا الثقة فيهم، ولهذا اعتصموا يوم أمس أمام البلدية منذ الساعات الأولى للصباح من أجل إبلاغ صرختهم للسلطات العليا في البلاد من أجل التدخل العاجل لإنقاذهم من الأوضاع المزرية التي يعيشونها داخل هذا الحي منذ أكثر من خمسين سنة أي منذ الاستقلال·· وأمام غياب رئيس البلدية أو المسؤولين في هذه البلدية من أجل الاستماع إلى انشغالات السكان الغاضبين، تدخلت مصالح الأمن بالمنطقة لتهدئة المحتجين وتمكنت بالاتصال برئيس البلدية من أجل حثه على استقبال بعض الممثلين على السكان، وبعد أخذ ورد ما بين الممثلين ورئيس البلدية مساء أمس الثلاثاء بمقر البلدية، أكد رئيس البلدية عن المباشرة الفورية وخلال هذا الأسبوع في عملية تعبيد الطرقات التي كانت في حالة كارثية، أما من ناحية السكن فإن ذات المتحدث وعد هذه العائلات بالسكن في أقرب الآجال بمجرد وجود أي سكنات في بابا علي أو منطقة أخرى قريبة ضمن المشاريع المبرمجة من طرف السلطات المحلية، فرئيس البلدية وعد السكان بحل أزمة السكن والطرقات المهترئة في أقرب الآجال، إلا أن هذه العائلات وفي اتصالها بأخبار اليوم لا زالت تطالب بإجراء عملية إحصاء جديدة على كل العائلات المتواجدة بحي بيتروس بدون إقصاء أي أحد من هذه العملية فإحصاء 2006 لم يعد له وجود على أرض الواقع، أما عن وعود السكن وتعبيد الطرقات فإن هؤلاء السكان لا زالت ثقتهم قليلة بالمسؤولين المحليين، إلا إذا شاهدوا تنفيذ الوعود على أرض الواقع، فهل ستحل بلدية بئر توتة أزمة حي بيتروس وتنقذ 150 عائلة من هذا المستنقع الواقع في قلب العاصمة وفي منطقة حساسة للغاية··