أجمعت ثلة المجاهدات اللواتي استضافهن النادي الإعلامي الجزائري لأصدقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة مساهمة الشباب في بناء الوطن وتشييده وذلك من خلال المشاركة في صنع القرارات بالإقبال على صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية المقبلة ولم تخفي المجاهدات سعادتهن بما يبديه جيل الشباب من وعي ودراية بأوضاع الوطن· نظم النادي الإعلامي الجزائري لأصدقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الأربعاء بمقره بالجزائر العاصمة ندوة إعلامية تحت عنوان "المرأة الجزائرية··· نضال متواصل في سبيل الوطن" وذلك بمناسبة العيد العالمي للمرأة، وتم من خلال هذه الندوة تكريم مجموعة من الإعلاميات وثلة من المجاهدات اللواتي شاركن في الثورة التحريرية ضد الاستعمار· زهرة ظريف بيطاط: "لم نقم سوى بواجبنا··" وكان من بين تلك الأسماء زهرة ظريف بيطاط، المجاهدة البارزة، والسيناتورة بمجلس الأمة، التي أكدت أن جهادها وتضحيتها طوال فترة الثورة التحريرية لم يكن سوى واجبا لا تستحق الشكر عليه مشيرة إلى أن الأرض غالية ولا بد من الحفاظ عليها، ودعت بيطاط الشباب إلى مواصلة مسيرة المجاهدين والحفاظ على الأمانة التي تركها الشهداء ودفعوا أرواحهم من أجل استقلالها واسترداد كرامتها موضحة أن جيل الشباب الآن قادر على مواصلة المهمة لأن مستقبل الوطن حسبها في يد أجيال قوية افتقر إليها جيل الثورة الذي ضم نخبا متواضعة لا ترقى إلى مستوى الأجيال الحالية وأضافت أن أجيال الشباب تملك من الوسائل ما يمكنها من بناء الدولة والحفاظ على البلاد محذرة من المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر لزعزعة استقرارها وتفكيكها والاستفادة من ثرواتها، حيث تؤكد بيطاط أن الاستعمار رغم مغادرته للجزائر منذ سنة 1962، إلا أنه إلى اليوم يحاول السيطرة على الجزائر من جديد وذلك من خلال نشاط عملائه داخل الأراضي الجزائرية وترويجهم لبعض الأفكار الخاطئة عن الثورة التحريرية المجيدة كإشاعة أن ديغول قد منح الاستقلال للجزائريين التي ردت عنها المجاهدة بأحداث 8 ماي 1945 التي راح ضحيتها 45 ألف شهيد وهي أصدق دليل على أن ديغول الذي فضل إبادة الجزائريين على ترك المستعمرة أرغم على ترك الجزائر ولم يعط الاستقلال للجزائريين طوعا وتطرقت أيضا إلى فكرة أخرى استغلها عملاء المستعمر من أجل إحباط الهمم وإضعاف العزائم الرامية لبناء البلاد وترقيتها والتي تقول أن ديغول قد منح الاستقلال للجزائريين لمراقبة ما سينجزونه بعد ثلاثين سنة في إشارة واضحة لعجزهم عن بناء دولة· وختمت المجاهدة حديثها بدعوة للشباب إلى ضرورة خدمة البلاد بتفان مستعينة بحكمة أمريكية تقول: "لا تسأل ما ستعطيك أمريكا وإنما اسأل ما ستعطي لأمريكا"، وحذرت في ذات السياق من انجرار الشباب وراء كذبة الربيع العربي التي يسيرها المستعمرون القدامى فرنسا وإيطاليا وبريطانيا الذين تقودهم أمريكا على حد قولها والذين يطمعون إلى اليوم في ثروات البلاد مشيرة إلى أن عهد الاستعمار المباشر قد ولى وجاء عهد جديد اتخذ فيه الاستعمار أشكالا أخرى داعية الشباب في الأخير إلى المحافظة على الوطن لأنه أمانة تركها الشهداء في أعناقهم· زهرة سليمي: "بنينا الوطن·· وعليكم أن تحافظوا عليه" ومن بين الأسماء التي كانت حاضرة خلال الندوة أيضا المجاهدة زهرة سليمي ابنة الشهيد محمد سليمي التي كانت مرفوقة بزوجها المجاهد محمد زمالي وروت المجاهدة من خلال مداخلة قصيرة جانبا من مسار والدها النضالي الذي انتهى باستشهاده في سبيل استرجاع كرامة الوطن واستقلاله حيث تذكر المجاهدة أن والدها كان من بين دعاة الإصلاح إلى جانب مصالي الحاج لكنه انشق عنه بعد أحداث 8 ماي 1945 التي أكدت أن الوسيلة الوحيدة للتعامل مع المستعمر هي القوة لأن الإصلاح لن يأتي بنتيجة حسب تصريحها وواصل محمد سليمي نضاله إلى أن سقط شهيدا فداء للوطن، وعن مسارها الجهادي تروي زهرة سليمي أنها سجنت أكثر من مرة وكانت تتعرض للتعذيب في كل مرة مما أحدث لديها عدة كسور على مناطق متفرقة من جسدها ولم يفت المجاهدة ابنة الشهيد دعوة الشباب الجزائري إلى حمل راية الشهداء ومواصلة مسيرتهم في بناء الوطن والحفاظ عليه قائلة: "نحن بنينا الوطن وعليكم أن تحافظوا على هذا البناء"· فاطمة أوزقان: "على شبابنا العمل·· وإحباط المؤامرات" أما المجاهدة فاطمة أوزقان التي كانت من بين الحضور فقد استهلت كلامها بالإشادة بدور المجتمع العالمي في مساندة الثورة التحريرية الذي رأت أنه من المفروض التذكير به في مختلف المناسبات حاثة الإعلام على التطرق إلى هذا الجانب من الثورة التحريرية وعلقت المجاهدة آمالا كبيرة على جيل الشباب الذي تولى مهمة بناء البلاد وتشييدها منذ الاستقلال إلى اليوم مثنية على دور الحكومة التي رأت أنها عرفت تحسنا خلال السنوات الأخيرة وعما يشكو منه الشباب من نقائص داخل المجتمع فقد أكدت المجاهدة أن هذا راجع إلى الظروف التي عاشتها البلاد ما بعد الاستقلال والتي عطلت نوعا ما تطورها محذرة الشباب من المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر من وراء البحار وأبدت أوزقان انزعاجها من سلسلة الاستفزازات التي وجهتها فرنسا إلى الجزائر في المدة الأخيرة والتي قادها رئيس جمهوريتها نيكولا ساركوزوي الذي وصفته بالمهاجر في بلاده مستنكرة تطاوله على الجزائر ودعت الشباب إلى الرد على هذه الاستفزازات بالعمل واستغلال ثروات البلاد من أجل تطويرها وإحباط المؤامرات التي تحاك ضدها· زليخة بن قدور: "ينبغي إحصاء العدد الحقيقي لشهداء الثورة" بدت المجاهدة زليخة بن قدور التي كانت من ضيوف النادي الإعلامي أيضا منزعجة مما وصفته بالتهميش والنسيان الذي طالها مدة طويلة من الحكومة الجزائرية معبرة عن ذلك بقولها: "تجاهلتمونا 50 سنة والآن تذكرتمونا" وذلك في إشارة إلى التمثيل النسوي الذي كان ضعيفا في سنوات سابقة وتم توسيعه من خلال القانون العضوي للانتخابات الذي تم وضعه مؤخرا بأمر من رئيس الجمهورية كما عاتبت المجاهدة وزارة المجاهدين التي تبقى عاجزة -حسبها- إلى اليوم عن إحصاء العدد الحقيقي لشهداء ثورة التحرير، حيث تؤكد أنها التحقت بجبهة التحرير الوطني بالجبل سنة 1956 رفقة عدد كبير من المجاهدات والمجاهدين والكثير منهم قتل ولم يسجل في قائمة الشهداء إلى اليوم ليبقى مصيره مجهولا، وعن المسار الجهادي الذي خاضته المجاهدة فقد أكدت أنها قد كانت في واجب وطني ولا يجب شكرها على شيء لأنها كانت في وقت يحتم عليها المشاركة في الثورة من أجل تحرير البلاد واسترجاع كرامتها ودعت شريحة الشباب إلى الإدلاء بصوتها في الاستحقاقات المقبلة ليختاروا ممثليهم موصية الجميع بحسن اختيار الممثل والمشاركة في الانتخابات ولو ببطاقة بيضاء·