طالب عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، أمس، الأسرة الثورية وفعاليات المجتمع المدني بضرورة التّأسيس لمشروع الذاكرة الوطنية، والعمل على إثبات أن الاحتلال مُجرم وبغيض، مؤكدا أن أجيال ما بعد الاستقلال تتحمّل مسؤولية كبيرة في مواصلة رسالة الشهداء، وخوض ما أسماه »ثورة جديدة تبنني على خلق نهضة تنموية غير مسبوقة في الجزائر الحديثة«. أبدى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في معرض تدخله أثناء افتتاح أشغال الدورة ال 34 للمجلس الوطني للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، أمس، بفندق السفير، بالعاصمة، صرامة في التعامل مع قانون تجريم الاستعمار، حيث اعتبره مطلب كل الوطنيين والمخلصين للجزائر ولن يتم التنازل أو التفكير في التراجع عنه، مع ضرورة احترام الأولويات الوطنية، قبل أن يخاطب عبد العزيز بلخادم الأسرة الثورية التي وصفها ب»تاج فوق الرؤوس« بقوله »يجب عليكم التذكر أنه من وراء البحر أُسّس لمؤسسة الذاكرة وتمجيد الاستعمار«، وتابع يقول »لهذا ينبغي علينا أن نؤسس للذاكرة من أجل إثبات أن الاحتلال جريمة، وأي علاقة يجب أن تكون مبنية على الوفاء للذاكرة، من خلال شرطي الاعتذار والتعويض عن الجرائم المرتكبة في حق شعبنا، صورتنا وديننا وقيمننا«. وقال بلخادم إن انعقاد المجلس الوطني لمنظمة أبناء الشهداء مع ذكرى رحيل الرئيس الهواري بومدين، يُبيّن مدى ثقل المهمة المنتظر أن يلعب دورها أبناء الشهداء باعتبارهم كما قال، »مؤتمنون على رسالة نوفمبر ومواصلة ما استشهد عليه أبائهم وأجدادهم من أجل تحرير الأرض والإنسان المُحققين، في انتظار المساهمة القوية في خوض غمار مسيرة البناء والتشييد«. وأضاف بلخادم »المشكّكون في وطنية وحرص أجيال ما بعد الاستقلال يكذبه الواقع والتاريخ، بدليل تحمس جيل الشباب في التمكين للجزائر ورفض الاستكانة لمستعمر الأمس، وخوض ثورة تنموية يقودها جيل الشباب«. وتأسف بلخادم من الذين يطعنون في وطنية أجيال ما بعد الاستقلال، لاسيما أبناء المهجر بقوله »بكل أسف ما يزال هناك من يحن إلى الفردوس المفقود المتعلق بتمجيد الاستعمار والحركى«، مضيفا »خاب ظن كل من يُحاول الطعن في وطنية شباب اليوم ويراهن على مستوى حرصهم على الجزائر لأن وطنيتهم غير محدودة«، قبل أن يؤكد أن مطلب الاعتراف بالجرائم والاعتذار والتعويض ليس من باب الإحراج أو البهرجة الإعلامية، ولكن هو إحقاقا للحق وإنصاف تضحيات الشهداء والمجاهدين«. ووجّه أمين عام الأفلان نداءه للشباب بتفويت الفرصة على مستعمر الأمس الرامية إلى التشكيك في وطنيتهم، من خلال خوض مسيرة البناء والتشييد بنفس الروح المخلصة للوطن التي كان عليها الشهداء أين ضحوا بأنفسهم دون انتظار أي مقابلا يذكر، وقال »نجحنا في التغلب على أعتى قوة استعمارية في العالم بفضل التضحيات الخالصة للوطن، فأين نحن من هؤلاء اليوم..«، وتابع »يجب الإبقاء على شعلة الأمل قائمة والتصدي للجهة المروجة لليأس والإحباط من خلال إخلاص العمل للوطن«.