الثورة الجزائرية دارت من 1954 إلى 1962 وانتهت باستقلال الجزائر من الجزائر المستعمرة الفرنسية بين 1832 إلى 1848 ثم جزء من أراضي الجمهورية الفرنسية هذه المواجهة دارت بين الجيش الفرنسي والمجاهدين الثوار الجزائريين الذين فرضوا حرب عصابات الوسيلة الأكثر ملائمة لمحاربة قوة كبيرة مجهزة أكبر تجهيز خصوصا وأن الجانب الجزائري لم يكن يتوفر على تسليح معادل، استخدم الثوار الجزائريون الحرب البسيكولوجية بصفة متكاملة مع العمليات العسكرية، الجيش الفرنسي المتكون من قوات الكوموندوس والمضليين والمرتزقة المتعددة الجنسيات، قوات حفظ الأمن، قوات الاحتياط والقوات الإضافية من السكان الأصليين (حركيين ومخازنيين) قوات جيش التحرير الوطني الفرع العسكري لجبهة التحرير الوطني وتأييد تام من طرف الشعب الجزائري تحت تأطير سياسي وإداري (المؤتمر الوطني للثورة). تضاعفت بشكل من الحرب الأهلية وإيديولوجية داخل الجاليتين الفرنسية والجزائرية ترتبت عنها أعمال عنف مختلفة على شاطئي المتوسط (في فرنساوالجزائر) في الجزائر تنتج عنها صراع الحكم بين جبهة التحرير المنتصرة والحركة الوطنية الجزائرية بحملة ضد الحركة المساندين لربط الجزائر بالجمهورية الفرنسية، ثم أن الجالية الفرنسية والأقدام السوداء تحت شعار (الجزائر فرنسية) تكونت عصابات تقتيل وعمليات ترهيبية بالتفجير والاغتيالات ضد الشعب الجزائري ومرافق البلاد. انتهت الحرب بإعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962 نفس التاريخ الذي أعلن فيه احتلال الجزائر في 1830 أعلن عنه الجنرال ديغول في التلفزيون للشعب الفرنسي. جاء نتيجة استفتاء تقرير المصير للفاتح جويلية المنصوص علية في اتفاقيات ايفيان 18مارس 1962 وإعلان ميلاد الجمهورية الجزائرية في 25 من سبتمبر ومغادرة مليون من الفرنسيين المعمرين بالجزائر منذ 1830 . جزائريون يبحثون عن حقائق حول ثورة نوفمبر قال العديد من الجزائريين مهما تعددت رتبهم و مستوياتهم ، أن ثورة نوفمبر المجيدة كانت انطلاقة جديدة في كفاح الشعب الجزائري لنيل الاستقلال وقهر الاستعمار الفرنسي وطرده من أرض الوطن، مؤكدين ضرورة كتابة هذا التاريخ من أجل الكشف عن حقائق واضحة وجلية وتدوينها، مطالبين بإخراج الجزء الأكبر من تاريخنا من دهاليز مراكز الأرشيف وعدم تركه للمتآمرين على الوطن للتلاعب به والعمل على التصدي لكل الإهانات الجارحة لهذه الثورة التي ضحى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد. كثر الحديث والكلام عن الثورة الجزائرية وجاء المد والجزر فيها لدرجة أن تأخذ منحنى آخر ومغاير تماما، وصل الأمر حد القول بأن ثورة نوفمبر كانت ثورة تعج بالخونة والمجاهدين المزيفين، وراح بعض المؤرخين الفرنسيين يفتعلون قصصا تاريخية وهمية من أجل الطعن في هذه الثورة التي أجبرتهم على الرحيل وترك مالا ملكوه بالقوة، وتأتي تصريحات أخرى لحكوميين فرنسيين لتتلاعب بمشاعر الأمة واستفزاز الملايين من الجزائريين بتمجيدها لخونة الوطن » للحركى « وإظهارهم للواجهة. في ظل هذه التطورات وبعيدا عن ما نسمعه في خطابات وتصريحات رسمية وبعيدا عن بطولات وتضحيات شهداء الثورة التحريرية قراناها في الكتب، نقترب اليوم قليلا لنستمع لآراء جزائريين و مؤرخين و حتى مجاهدين للتعبير عن الذكرى 57 لانطلاق أول رصاصة أعلنت بداية نهاية حقبة استعمارية فاقت القرن. رفض بعض الشباب التعليق عن سؤال ذا أهمية يتعلق بتاريخ اندلاع الثورة التحريرية لعدم إدراكه لأهميته، فيما أصر آخرون على قول كلمتهم في ثورة قيل فيها وعنها الكثير، ثورة تراوحت كفتها بين التفرد والتميز في كل شيء، إذ لم يدفع أي شعب من قبل، وفي فترة سبع سنوات، أكثر من مليون ونصف مليون شهيد. قال حكيم ذو 35 سنة إن ثورة نوفمبر المجيدة هي رمز من رموز الإستقلال ضحى أبنائها بكل ما لديهم من مال ونفيس من أجل أن تحيا الجزائر وطرد الاستعمار الغشيم، وأنه فخور بهذه الثورة التي هزت العالم وضاع صيتها باعتبارها ثورة المعجزات مضيفا انه علينا الحفاظ على البلد الذي ضحى من أجله مليون ونصف مليون شهيد ما السيد عب الرحمن صاحب 50 سنة فيرى أن هذه الثورة عظيمة إذ اتخذ الشعب الجزائري يوم أول نوفمبر قرارا لا رجعة فيه من أجل وضع حد للظلم، وهو اليوم الذي عبر فيه الجزائريون عن سخطهم للجرائم التي كانت ترتكب من طرف المستعمر، وبعد سبع سنوات من المقاومة احتفلت الجزائر باستقلالها ليكون تتويجا لهذه الرحلة القاسية الطويلة بيوم الاستقلال.. والحرية. ومن جهتها تقول أمال »29 سنة عن هذه الثورة المجيدة أن تاريخ الثورة الجزائرية كان بداية لزمن معين عرف فيه الجزائر عدة تضحيات من الشعب الجزائري، مؤكدة انه الأجدر اليوم الحديث عن ما آل إليه تاريخ هذه الثورة الذي أصبح يختفي شيئا فشيئا، ليدخل دهاليز الذاكرة مشيرة إلى الانعدام والنقص الكبير في كتب الثورة الجزائرية ومذكرات مجاهدينا من أجل توعية هذا الجيل الذي يعاني من فراغ معرفي رهيب، لقد أصبحت هذه الذكرى عندنا مرتبطة بسيناريوهات لأفلام قديمة عن الثورة وبمجموعة من الأغاني التي تشيد بالثورة لا أكثر تقول المتحدثة . وابتعد كلام رشيد طالب بكلية العلوم السياسية والإعلام » 24 سنة«، قليلا عن ما تحدث عنه الآخرون، ليرى أن الثورة التحريرية عنده لا تعدو أن تكون مناسبة لتكريم المجاهدين، وإقامة الاحتفالات وتقديم الأغاني وعرض أفلام تاريخية على شاشة التلفزيون مطالبة بضرورة الكشف عن العديد من الحقائق وتدوينها عبر التاريخ، إلى جانب التصدي لكل المتآمرين على هذا الوطن من أجل خدش تاريخ الثورة والتلاعب بمبادئها النبيلة، في الوقت الذي نجح فيه ثوار ودبلوماسيين الجزائريين في انتزاع الاستقلال بما يشبه وجه البراءة وبعيون طموحة مملوءة بحب الوطن تقول وهيبة » 18 سنة » أول نوفمبر هو حدث عظيم للمجاهدين، ولولا هذه الثورة لما عرف هذا الجيل معنى الحرية، ولما تمتعنا بالاستقلال، ما نعيشه اليوم لم يأت من العدم، هناك مشاعر كثيرة تنتابني، وأتمنى لو عشت تلك الفترة، لكنت قد مت شهيدة أو كنت على الأقل صديقة مجاهدات كجميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي وغيرهن، في ذاك الزمن كان المجاهدون يتحركون بصدق تسبقهم صفاء نيتهم لأجل الحرية، أما اليوم فالكل يتصرف بخداع ومكر لأجل مصلحته الخاصة وفقط«. وعلى الرغم من كل الاختلافات في آراء وتصريحات الشباب فإن معظم هؤلاء يباركون ثورة أول نوفمبر ويؤكدون دفاعهم عن الوطن ، وما يجعلك تستشيط غيظا هو القانون الفرنسي الذي صدر والذي تم عرضه على البرلمان الفرنسي من أجل التصويت وتمجيدهم للحركى، هذه المسودة القبيحة التي اعتبرها أبناء الوطن أنها تمجد الاستعمار الفرنسي، مطالبين أبناء ديغول باعتذار رسمي من الشعب الجزائري. محمد عباس يشيد بدور مجموعة "22" و يؤكد ان الإخوان أحدثوا حركية "الانشطار النووي " أشاد الباحث محمد عباس بمجهودات المجموعة 22 صاحبة القرار التاريخي المتمثل في "إعلان اندلاع الثورة حيث أكد أن المجموعة بدأت عملها بأربعة أعضاء أساسيين و هم "بوضياف,بلقاسم,بن مهيدي,ديدوش" الذين بدؤوا بتنفيذ مشروع الثورة الذي كان مجرد فكرة ثم تحول إلى قرار و في الأخير تم تنفيذه.كما أضاف ذات المتحدث أن الأعضاء الأربعة قرروا إعلان الثورة بمجرد استعدادهم للثورة كما أنهم استفادوا من الأزمة التي تعرض لها الحزب و أقسامه إلى جناح موالي ليوسف بن خدة و هو الأمانة العامة و إلى جناح مصالي الحاج,كما صرح أن النواة الأولى للمجموعة رفعت شعار الحياد المتمثل في الاستعداد للكفاح المسلح,بعدها انضم إلى هذه المجموعة رابح بيطاط و تحالفوا مع جناح بوشبوبة من أجل إنشاء جناح الوحدة و العمل معا . كما أقر محمد عباس أن بوضياف و رفاقه لما تبين لهم أن اللجنة الثورية ذاهبة للفشل قاموا باجتماع في 25 جوان 1954 و قرروا إعلان الثورة لأن الشعب كان محرضا و كتلة كبيرة منه كانت تود الاستقلال.و بناءا على هذه الخلفية اجتمعوا و حولوا الفكرة إلى قرار و بطبيعة الحال ترجموا القرار إلى فعل.اللجنة الثورية قررت إعلان انطلاق الثورة بتاريخ 15 أكتوبر إلا أن تسرب المعلومة من القاهرة من طرف علال فادي, جعلهم يغيرون تغيير تاريخ الإعلان إلى الفاتح من نوفمبر.و أقر الباحث محمد عباس أن الإخوان أثناء الثورة حققوا حركية سماها محمد مرزوقي ب"الانشطار النووي".كما كشف أن بيان نوفمبر كان يقول الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية و الاشتراكية طورتها الى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و صرح أن الشعبية ظهرت في مؤتمر طرابلس و تعني أن الجزائر حرة و أنها اختارت الاشتراكية.
محمد محسن زغيدي :" الفاتح من نوفمبر يوم غير العالم " قال المؤرخ محمد محسن زغيدي إن الفاتح من نوفمبر هو يوم غير العالم بما أفضاه من نتائج على المستوى الإنساني و الأوطان على الفكر التحرري بصفة عامة مضيفا أن يوم اندلاع الثورة غير المفاهيم و صحح الذهنيات بالاتجاه الايجابي و علم الشعوب أن الشعوب إذا قررت و نظمت و وعت رسالتها اعتمدت على نفسها انتصرت و حققت ما كان حلما أو معجزة في يوم مشيرا إلى أن الشباب في ذلك اليوم في الفاتح من نوفمبر ثار و تغنى بالفكر و شرب من الروح الوطنية وتعلق بحب الوطن و سكن قلبه و عقله فحقق ما هو اليوم مازال افتخار و اقتداء و اعتبار لشعبه و لشعوب أخرى و أضاف المتحدث انه إذا كان جيل نوفمبر حقق هذا فان الجيل الحالي مطالب تاريخيا بالمحافظة على هذا مع المزيد و ذلك عبر تطوير الوطن و الحفاظ على الاستمرارية في الفكر الوطني و تحصينه من انجرافات و التأثيرات التي قد تسببها العولمة و تخرج به من جادة الصواب موضحا أن الفكر الوطني لا يتناف أبدا و المجالات الايجابية التي تطرحها الحداثة و العصرنة فالتشبث يضيف المتحدث و المحافظة على المبادئ التي مكنت الأسلاف من تحقيق النصر هي بإمكانها اليوم أن تكون أرضية بالإجماع من اجل تحقيق التطور و التقدم و الازدهار في كنف الوحدة بجميع مجالاتها و السيادة في اعلي و أبهى صورها. عامر رخيلة :" حان الوقت لإعادة الاعتبار للتاريخ و وضع مدرسة واضحة المعالم " قال الباحث في الثورة الجزائرية عامر رخيلة انه حان الوقت لإعادة الاعتبار للتاريخ و خلق مدرسة وطنية جزائرية لحفظ الرصيد التاريخي الكبير الذي لدى الجزائر و الذي كتاباته من المؤسف – يقول رخيلة – لا تتجاوز 5 في المائة مما كتب الغرب و فرنسا عامة مؤكدا في السياق ذاته أن كتابات الجزائر في الثورة التحريرية ما هي إلا إعادة إنتاج للغربيين مرجعا ذلك إلى عدم وجود مدرسة جزائرية محددة المعالم . و أشار عامر رخيلة إلى محاولات الفصل التعسفية بين مسار الحركة الوطنية قبل 1954 و فترة الثورة التحريرية مؤكدا أن ما اسماه بالقطيعة كانت لها نتائج خطيرة على غرار – يقول المتحدث – هناك العديد من المجاهدين كان لهم شان إبان الثورة التحريرية تم تهميشهم بعد الاستقلال في 1962 . كما أضاف أن للقطيعة في مسار الثورة الجزائرية اثر كبير يتمثل في الانفصام بين الأمة و التاريخ ما زاد حسبه في التشكيك في الأحداث التاريخية في الجزائر منذ 1954 إلى غاية الاستقلال في 1962 مؤكدا في الوقت ذاته انه في ظل هذه الصراعات تعرض الشباب الجزائري إلى التشويش لكل ما يتعلق بالثورة ما انعكس على مواقف الشباب ذاته .