بعيدا عن سيناريوهات الغرام والعشق الممنوع والحب المستحيل ولحظات الوداع ودموع الورد، عاد أهم أبطال الدراما التركية في عمل جديد تحت عنوان (حريم السلطان) الذي جمع عددا متميزا من كوكبة ونخبة الممثلين التركيين الذين شغفوا المشاهد العربي عموما، والجزائري خصوصا، وفي كل مرة، يؤكد فيها بعض المشاهدين مللهم من المسلسلات التركية وتعبهم منها، يجدون أنفسهم مشدودين إليها من جديد، حيث استطاعت الدراما التركية أن تستحوذ على عيون وقلوب ملايين المشاهدين من المحيط إلى الخليج· مسلسل (حريم السلطان) الذي تدور أحداثه حول حياة السلطان سليمان القانوني، والذي أوصل بحكمه الدولة العثمانية إلى ذروة مجدها، خلال فترة القرن السادس عشر، حيث تستعرض الأحداث التي تجري في جناح حريم السلطان، علاقة الحب التي جمعت السلطان وإحدى جارياته التي تصبح لاحقاً زوجته، وتكون ذات نفوذ وتأثير كبير في حياته، والدولة العثمانية بأكملها، وجدير بالذكر أن مسلسل (حريم السلطان) سبق أن أثار جدلا واسعا في الشارع التركي لما يطرحه من خصوصيات وقضايا تمس صميم أحد رموز التاريخ التركي وهو السلطان سليمان القانوني، وتوقع كثير من النقاد والمتتبعين أن يحقق نجاحاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة أنه يمثل عملاً يمزج في أحداثه بين خيال المنتجين وتاريخ الدولة العثمانية، ويقدم مشاهد درامية مختلفة تدور أحداثها في بلاط السلطان العثماني في عصره الذهبي· الغريب أن (حريم السلطان)، وعلى عكس المسلسلات الدرامية التركية السابقة، الذي وإن كان يدور في نفس قالب القصص الرومانسية والخيالية إلا أنه استطاع أن يستحوذ على إعجاب ومتابعة حتى بعض أفراد الجنس الخشن الذين جذبتهم تقنيات وفنيات المسلسل عالية الجودة، بالإضافة إلى القصة المشوقة، والأحاديث التاريخية، حتى وإن كان بعضهم لا يدرك تحديدا صحة تلك الأحداث، أو أنها نتاج خيال كاتب المسلسل أو مخرجه، غير أن العلاقة التاريخية بين الخلافة العثمانية والجزائر، دفعت بالكثيرين رجالا ونساء، إلى متابعة تلك الأحداث، رغبة منهم في إيجاد بعض الروابط التاريخية في العمل، في محاولة لفهم الحقبة التاريخية العثمانية في الجزائر، هذا بالإضافة إلى سحر حياة السلاطين، المحاطة بالخدم والحشم، والفراش الوثير، والطعام الفاخر، والجواري الحسان أيضا، هذا إلى جانب قوة شخصية السلطان الذي استطاع أن يؤسس لدولة قوية في قمة مجدها وتطورها، ما يشعر المشاهد العربي والجزائري، بنوع من النوستالجيا والحنين إلى عصر كانت فيه الدول الإسلامية رائدة للأمم، ويعلم الجميع التاريخ الباهر والغني للجزائر خلال فترة الحكم العثماني، وما وصلت إليه من قوة وتطور في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والعمرانية والثقافية، ولا تزال الشواهد والآثار التاريخية الشاهدة على ذلك قائمة إلى اليوم، فضلاً عن القوة العسكرية الكبرى التي كان يجسدها أسطول عملاق يتكون من 427 سفينة حربية، كان يسيطر على البحر المتوسط لمدة ثلاثة قرون ويتصدى للغزاة الأوربيين ويفرض على الأمريكيين وغيرهم دفع الأتاوات لمرور سفنهم في المتوسط· ورغم أن بعض المشاهدين والمشاهدات لم يشاهدوا المسلسل منذ بداية عرض حلقاته على إحدى القنوات الفضائية العربية، فإنهم ينتظرون بفارغ الصبر، انطلاق عرضه في قنوات أخرى، حسبما تم الإعلان عنه، فيما أن كثيرين يعيبون عليه طول حلقاته، وهو أمر بديهي بالنسبة لكافة المسلسلات التركية تقريبا·