رفض الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إتهامات كولومبيا بأنه يأوي متمردين كولومبيين يساريين ووصفها بانها خدعة وذريعة لغزو محتمل بمساندة امريكية لبلده المنتج للنفط. وبعد يوم من قراره المفاجئ قطع العلاقات مع كولومبيا حليف الولاياتالمتحدة بسبب تلك الاتهامات أدان الزعيم الفنزويلي الاشتراكي حكومة الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته الفارو اوريبي ووصفها بأنها "أداة للامبريالية الأمريكية". وأدى قطع تشافير الروابط مع بوغوتا إلي تصاعد التوترات بين فنزويلا العضو في منظمة اوبك وكولومبيا التي تدعمها الولاياتالمتحدة في منطقة مضطربة في الانديز تعصف بها أيديولوجيات متعارضة وجيوش من المتمردين المسلحين وتجارة المخدرات. ومتحدثا في اجتماع بكراكاس لنقابات عمالية من الأمريكيتين، قال تشافيز إن الولاياتالمتحدة تستهدف حكمه الثوري في فنزويلا أكبر دولة منتجة للنفط أمريكا الجنوبية والتي تبقى موردا رئيسيا للخام إلى أمريكا. واضاف قائلا: الآن كولومبيا قاعدة كبيرة جدا للأمريكيين، مشيرا إلى اتفاقية تم التوصل اليها العام الماضي تسمح للقوات الأمريكية باستخدام قواعد عسكرية كولومبية وهي اتفاقية يقول تشافيز انها تشكل تهديدا مباشرا لبلاده. ونجا تشافيز من انقلاب استمر فترة قصيرة في 2002 وكثيرا ما يندد بمخططات إغتيال يقول ان خصوما محليين يدبرونها وتدعمها الحكومة الامريكية. وجدد الزعيم الفنزويلي رفض حكومته للصور وتسجيلات الفيديو والخرائط التي قدمتها كولومبيا إلى منظمة الدول الأمريكية لدعم اتهاماتها بأن متمردين كولومبيين ينشطون انطلاقا من معسكرات داخل فنزويلا. وقال: كل هذه الخدعة التي تقول بانه يوجد هنا في فنزويلا آلاف من الارهابيين... هذا الكذب ذريعة مثالية لمحاولة لغزو فنزويلا. واضاف قائلا إن مثل هذا الهجوم سيثير حربا لمئة عام... فليقينا الله شر مثل هذه الحرب. وتابع: "نحن نريد السلام في كولومبيا ونريد السلام فيما بيننا". بل انه اشار إلى انه ينبغي لحركة التمرد الماركسية في كولومبيا التي مضى عليها أكثر من أربعة عقود أن تعيد النظر في استراتيجيتها المسلحة. وقال: لا اعتقد أن الظروف في كولومبيا مهيأة لهم (المتمردين) للسيطرة على السلطة في فترة زمنية منظورة، مشيرا إلى أن متمردين يساريين سابقين آخرين في أمريكا اللاتينية تحولوا إلى سياسيين وفازوا في الانتخابات. وفي وقت سابق حثت الولاياتالمتحدة تشافيز على الرد بجدية على اتهامات بوغوتا بأن فنزويلا تأوي متمردين كولومبيين. وقال بي. جي. كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في واشنطن إن مما يؤسف له ألا تسمح فنزويلا للجنة دولية بالتحقيق في الاتهامات الكولومبية مثلما طلبت بوغوتا في منظمة الدول الأمريكية. وأضاف كراولي قائلا: كان ردا فظا من فنزويلا أن تقطع العلاقات مع كولومبيا، لافتاً إلى أن الحكومة الأمريكية تأمل في رد أكثر إيجابية من كراكاس.