رفض الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز اتهامات كولومبيا بأنه يأوي متمردين كولومبيين يساريين ووصفها بأنها خدعة وذريعة لغزو محتمل بمساندة أمريكية لبلده المنتج للنفط ، وأعلن استنفار قواته للدفاع عن التهديدات الكولومبية والأمريكية. وعقب يوم من قراره قطع العلاقات مع كولومبيا حليف الولاياتالمتحدة بسبب تلك الاتهامات أدان الزعيم الفنزويلي الاشتراكي حكومة الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته الفارو اوريبي ووصفها بأنها ''أداة للامبريالية الأمريكية''. وادي قطع شافيز الروابط مع بوجوتا إلي تصاعد التوترات بين فنزويلا العضو في منظمة ''اوبك'' وكولومبيا التي تدعمها الولاياتالمتحدة في منطقة مضطربة في الانديز تعصف بها ايديولوجيات متعارضة وجيوش من المتمردين المسلحين وتجارة المخدرات. ومتحدثا في اجتماع بكراكاس لنقابات عمالية من الأمريكيتين قال شافيز: ''إن الولاياتالمتحدة تستهدف حكمه الثوري في فنزويلا اكبر دولة منتجة للنفط أمريكا الجنوبية والتي تبقى موردا رئيسيا للخام إلي أمريكا''. وأضاف قائلا: ''الآن كولومبيا قاعدة كبيرة جدا للأمريكيين''، مشيرا إلى اتفاقية تم التوصل إليها العام الماضي تسمح للقوات الأمريكية باستخدام قواعد عسكرية كولومبية وهي اتفاقية يقول شافيز أنها تشكل تهديدا مباشرا لبلاده. وجدد الزعيم الفنزويلي رفض حكومته للصور وتسجيلات الفيديو والخرائط التي قدمتها كولومبيا الى منظمة الدول الأمريكية لدعم اتهاماتها بأن متمردين كولومبيين ينشطون انطلاقا من معسكرات داخل فنزويلا. وقال: ''كل هذه الخدعة التي تقول بأنه يوجد هنا في فنزويلا آلاف من الإرهابيين... هذا الكذب ذريعة مثالية لمحاولة لغزو فنزويلا''.مضيفا: ''أن مثل هذا الهجوم سيثير حربا لمئة عام فليقينا الله شر مثل هذه الحرب''. وتابع: ''نحن نريد السلام في كولومبيا ونريد السلام فيما بيننا''. متابعا: ''لا اعتقد ان الظروف في كولومبيا مهيأة لهم للسيطرة على السلطة في فترة زمنية منظورة''، مشيرا إلى أن متمردين يساريين سابقين آخرين في أمريكا اللاتينية تحولوا إلى سياسيين وفازوا في الانتخابات. وفي وقت سابق حثت الولاياتالمتحدة شافيز على الرد بجدية على اتهامات بوجوتا بأن فنزويلا تأوي متمردين كولومبيين.وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن: ''ان مما يؤسف له الا تسمح فنزويلا للجنة دولية بالتحقيق في الاتهامات الكولومبية مثلما طلبت بوجوتا في منظمة الدول الأمريكية''.وأضاف كراولي قائلا: ''كان ردا فظا من فنزويلا ان تقطع العلاقات مع كولومبيا''، لافتا إلى أن الحكومة الأمريكية تأمل في رد أكثر ايجابية من كراكاس. ومن جانبه، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الطرفين حل خلافاتهما ''عبر الحوار'' وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسركي: ''ان الأمين العام يأمل ان تحل الخلافات بين كولومبيا وفنزويلا عبر الحوار ووجه نداء إلى الاعتدال كي يمكن حل الوضع بطريقة سلمية''.ويأتي ذلك وسط أنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا لفنزويلا وكولومبيا في أوائل أوت المقبل للتوسط من اجل تسوية الأزمة بين البلدين. وتحدث لولا هاتفيا مع نظيريه الفنزويلي هوغو تشافيز والكولومبي الفارو اوريبي كل على حده يوم الخميس، وعبر عن قلقه إزاء النزاع الذي تصاعد بعدما قطعت فنزويلا العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا في وقت سابق من اليوم نفسه.