حذَّر تقرير للأمم المتحدة من أن الإنسانية لم تعد تتحمّل مزيدًا من إهدار الموارد المائية، وأن النمو السكاني العالمي والتغيّر المناخي الذي يفاقم من الفيضانات والجفاف يهدّد موارد المياه العذبة في حال لم تتّخذ أي إجراءات لتحسين إدارتها· وأشار التقرير الذي شاركت في إعداده اليونيسكو وأعلن في افتتاح المنتدى العالمي السادس للمياه الذي أقيم بمدينة مرسيليا الفرنسية وشارك فيه نحو 20 ألف خبير وعالم في مجال المياه، إلى أن ازدياد فترات الجفاف يمثّل أحد أبرز التحديات في المنطقة العربية الأفقر في موارد المياه على مستوى العالم، وأوضح (أن استخراج المياه من الطبقات الجوفية تضاعف ثلاث مرات على الأقل في السنوات الخمسين الأخيرة وأن هذه المياه ستنضب في النهاية في حال لم تتمّ إدارة استخدامها بشكل صحيح لأنّها غير قابلة للتجدد)· وبيَّن التقرير أنه ومع تجاوز عدد سكان العالم السبعة مليارات نسمة سترتفع الحاجات الغذائية بنسبة 70 % بحلول العام 2050 مع طلب متزايد على المنتجات الحيوانية التي تتطلب كميات كبيرة من المياه، وهذا الارتفاع في الطلب الغذائي سينعكس ارتفاعًا بنسبة 19 % في المياه المستخدمة في القطاع الزراعي الذي يمثّل راهنًا 70 % من الاستهلاك العام للمياه، وحذّر من أن الزراعة في المنطقة العربية تستهلك ما يصل إلى 90 % من موارد المياه ورغم ذلك يستورد العالم العربي نصف احتياجاته الغذائية بل وربما 70 % من تلك الاحتياجات في بعض الدول لاسيما وأنّه من المتوقع أن يشهد العالم العربي ارتفاعًا في درجة الحرارة يتراوح بين درجتين وأربع درجات خلال الأعوام الخمسين القادمة، ممّا يهدّد بازدياد فترات الجفاف في هذه المنطقة التي تعتبر الأفقر في موارد المياه على مستوى العالم· أمّا الطلب على المياه للاستهلاك البشري فنبه التقرير إلى أنّ الزيادة الكبيرة ستأتي من المدن خصوصًا التي سيتضاعف عددُ سكانها ليصل إلى 6.3 مليارات نسمة بحلول العام 2050 مقارنة بالعام 2009·