قال المحافظ العام للصالون الدولي للفلاحة وتربية المواشي والصناعات الغذائية، أمين بن سمان، أمس الثلاثاء، إن التهاب الأسعار المسجل خلال المدة الأخيرة في أسواق الجملة والتجزئة للخصر والفواكه مرده بالدرجة الأولى إلى تذبذب تموين الأسواق من جراء التقلبات الجوية الأخيرة التي حالت دون وصول كميات كبيرة من المنتجات، انطلاقا من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك، خصوصا مادة البطاطا المنتجة على مستوى الولايات الداخلية المتضررة بشكل كبير من التقلبات الجوية التي استمرت طيلة شهر فيفري ومطلع مارس من العام الجاري. وأضاف بن سمان خلال الندوة الصحفية التي عقدها، أمس، بمقر الغرفة الوطنية للفلاحة تحضيرا للطبعة ال 12 للصالون الدولي للفلاحة وتربية المواشي والصناعات الغذائية المرتقب خلال الفترة الممتدة ما بين 19 و22 ماي المقبل بقصر المعارض، أنه وعلاوة على العوامل الطبيعية، ما يزال القطاع الفلاحي في بلادنا يعيش حالة من اللااستقرار على المستوى التنظيمي، عزاه بن سمان إلى الآليات المعتمدة والتي أثبتت عدم نجاعتها، خصوصا في شُعب فلاحية أساسية مثل شعبة الحليب والبطاطا والصيد البحري، برغم الأغلفة المالية الكبيرة التي خصصت لها لتأهيل الآلة الإنتاجية والموارد البشرية الناشطة فيها، مؤكدا أن هذه الشُعب بحاجة إلى إعادة تنظيم من الأساس بما يتماشى والمستجدات الحاصلة على المستويين المحلي والدولي. من جهته، قال رئيس منتدى المؤسات الاقتصاديات رضا حمياني المساهم الأول في تنطيم فعاليات الصالون، إلى جانب الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية "ألجاكس" والمجلس الوطني للتأمينات، قال إن القطاع الفلاحي في الجزائر يمتلك إمكانيات ومؤهلات مادية وبشرية هائلة من أجل التأسيس لصناعات غذائية تحويلية من العيار الثقيل، لكن حتى اليوم ما تزال السوق الاستهلاكية في هذا المجال أي الصناعات الفلاحية الغذائية مرتبطة بشكل كبير بالاستيراد من الخارج، مما يضيع على القطاع فرص استحداث الآلاف من مناصب الشغل والقيمة المضافة للاقتصاد الوطني. وفي هذا الصدد، دعا حمياني السلطات العمومية في إشارة إلى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إلى فتح حوار شامل يشرك فيه جميع الفاعلين في قطاع الصناعات الغذائية الزراعية لتشريح الوضع والبحث عن الحلول الناجعة التي تمكن من استغلال الطاقات الكبيرة الكامنة. من حانبه، قال أكلي منصوري المنسق العام للوكالة الوطنية لضبط المنتجات الفلاحية، إن المشكل الذي يعاني منه القطاع الفلاحي عموما تنظيمي ولا يكمن أبدا في قلة الموارد، مؤكدا أن المضاربة والاحتكار كان لهما أيضا دور كبير في رفع الأسعار في المدة الأخيرة بسبب تراخي المراقبة. للإشارة، فإن الصالون الدولي للفلاحة هذا العام سيعرف استحداث شعبة أخرى، ويتعلق الأمر بشعبة "أجروفود AGRO FOOD. وحسب شركة "أكسبو فارت" الراعية الأولى للصالون، فإن تظاهرة هذا العام ستشهد مشاركة أكثر من 380 عارض، وترقب حوالي 18 ألف زائر. كما تم برمجة العديد من الملتقيات والأيام الدراسية والمحاضرات، شينشطها خبراء في القطاع من الجزائر والدول الأجنبية. الأممالمتحدة تحذر في بيان على هامش المنتدى الدولي للمياه بمرسيليا الزراعة العربية تستنزف حوالي 90% من المياه وتعجز عن توفير الغذاء
حذرت الأممالمتحدة من أن القطاع الزراعي في المنطقة العربية يستهلك ما يصل إلى 90 في المائة من موارد المياه، ورغم ذلك يستورد العالم العربي نصف احتياجاته الغذائية، بل وربما 70 في المائة من تلك الاحتياجات في بعض الدول. وأكد التقرير الرابع للأمم المتحدة عن تنمية المياه في العالم، على الضرورة القصوى للتعاون في المنطقة العربية بشأن الموارد المائية المشتركة. وقالت مديرة مركز الاممالمتحدة للإعلام بالقاهرة، أثناء الإصدار العربي للتقرير، إن الكلفة الاقتصادية لنوعية المياه السيئة في المنطقة العربية تتراوح بين 0.5 في المائة و2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وأضافت أن الزراعة تستهلك ما بين 70 في المائة إلى 90 في المائة من المياه في المنطقة العربية، لكنها تعجز عن توفير الاحتياجات الغذائية، إذ تستورد المنطقة ما بين 40 في المائة إلى 50 في المائة من تلك الاحتياجات، وتصل النسبة إلى 70 في المائة في العراق واليمن. وحذر التقرير الذي تصدره الأممالمتحدة كل ثلاث سنوات، من أن استهلاك المياه في الزراعة على مستوى العالم قد يزداد بنسبة 19 في المائة بحلول عام 2050، وقد تزيد النسبة على ذلك ما لم تتحسن جودة الإنتاج الزراعي. وحذر التقرير الذي جاء إصداره الدولي أثناء المنتدى العالمي السادس للمياه في مرسيليا بفرنسا، من أن ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة العربية يهدد بازدياد القحولة وتناقص رطوبة التربة ونسب تبخر أعلى وتغيرات مناخية معقدة.