لم تكن الضحّية (أ.ي) البالغة من العمر 80 سنة، تعلم أن حتفها سيكون على امرأة استقدمتها إلى منزلها شفقة عليها ورأفة بظروفها الاجتماعية الصعبة، أدخلتها منزلها لتستفيد من خدماتها من طبخ وغسل لتقدّمها في السنّ مقابل مبلغ مالي تتمكّن خادمتها من الاستفادة منه في مجابهة ظروفها الصعبة، إلاّ أنه كان لمغازلة الطاقم الذهبي لأسنان الضحّية وقعا أكثر تأثيرا في نفس المتهمة من الخدمة الإنسانية للعجوز· إذ لم تتوان في تهشيم جمجمة رأسها بواسطة (مهراس) والاستيلاء على الأسنان الذهبية عند أوّل فرصة سانحة· بتهمة إزهاق روح إنسان عمدا بغرض السرقة مع توفّر ظرف العنف، مثلت المدعوة (ف. فطيمة) 35 سنة، منحدرة من بني دوالة، أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو للردّ على الوقائع المنسوبة إليها بخصوص مقتل ربّة عملها على يدها بتاريخ 20 سبتمبر من السنة المنصرمة، حيث اعترفت خلال التحقيق معها بأنها بتاريخ الوقائع اختلفت مع الضحّية بخصوص رفض هذه الأخيرة منحها مبلغ 200 دينار للعودة مساء إلى منزلها الكائن بقرية آيت مصباح ببني دوالة، وأخبرتها بأن شقيقها أخذ منها كلّ ما بحوزتها من نقود، ما أثار حفيظة المتّهمة وهدّدتها بدفع أجرة سنة كاملة خدمة فيها الضحّية دون مقابل مادي، الأمر الذي رفضته الضحّية قطعا، معجّلة بذلك بحتفها. حيث لم تتردّد المتّهمة في حمل أوّل سلاح أبيض وجدته في طريقها لتنهال عليها بواسطته على مناطق حسّاسة من جسدها في مقدّمتها الرّأس، لتقوم فور ارتكاب فعلتها بالاستيلاء على جميع حليّها بما فيها أسنانها الذهبية التي وضعت بدلها قطعة قماش. الضحّية اكتشفت حالتها من قبل الجيران وقاموا بتحويلها إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية ولفظت أنفاسها الأخيرة بعد يومين بسبب نزيف دماغي حادّ· المتّهمة ولدى مثولها أمام المحكمة اعترفت بما نسب اليها وسردت وقائع الجريمة بتفاصيلها، وبررت فعلتها بالمشاكل العائلية التي تحياها رفقة زوجها الذي رفض أن يسلمها الدفتر العائلي لتسجيل ابنهما، هذا الأخير الذي انتزع منها في عيادة التوليد بتيزي وزو لعدم حيازتها على الوثائق، ما جعلها كثيرة الغضب والعصبية ولم تتمالك نفسها عندما رفضت العجوز تلبية مطلبها فقامت بوضع حدّ لها بطريقتها الخاصّة. النيابة العامّة لدى محكمة الجنايات التمست إنزال عقوبة السجن المؤبّد في حقّ الجانية، وهو ذات الحكم المؤيّد·