تختلف طرائق الاحتيال والنصب والاستيلاء على ممتلكات الغير، والبعض يقوم باختلاق سيناريوهات طويلة عريضة، لينصب على الغير، وهو ما يحدث على بعض حواف الطرقات السريعة، إذ يرمي أشخاص بالحجارة على بعض السيارات، حتى إذا ما توقفت خرجوا من مخابئهم وهجموا على السيارة. هو ما يفعله بعض الأشخاص، الذين يتربصون بالسيارات المارة من أحياءهم حتى ينقضوا عليها، مستعملين سيناريو محكم يجعلها تتوقف، ويتيح لهم الفرصة لسرقتها والاستيلاء عليها والاعتداء على أصحابها، وربما قتلهم أن استدعى الأمر ذلك. تنتشر هذه الظاهرة خاصّة في الطرقات السريعة، التي تربط بين الولايات، فما إن تمر سيارة حتى يقوم بعض الأشخاص، او قطّاع الطريق، برمي بعض الحجارة على السيّارات، خاصّة إن كانت لوحة الترقيم من خارج الولاية، وما إن تتوقف تلك السيارات لرؤية ما وقع، او لمعاينة الأضرار، حتى يتجه هؤلاء اللصوص في جماعات إليها ويعتدون على أصحابها، ويسرقون تلك السيارات بما فيها، وهو ما قصّه علينا يونس الذي كان قادما من وهران بعد أن أمضى عطلته هناك، وعندما مرّ من طريق سريعة بالشلف، رمى عليهم البعض حجارة كسرت زجاج السيارة، ما جعل السائق يتوقف، رغم أنّ يونس حذره من ذلك، إلاّ انه لم يستطع أن يُكمل المسير دون أن يتوقف، وما إن فعل حتى تهجم على السيارة بعض اللصوص، وكانوا يحملون العصي والأسلحة الأكثر فتكا، وتهجموا عليهم، ولأنّ يونس وأصدقائه لم يكونوا كثر ففضلوا عدم المواجهة والدخول في معركة خاسرة، ورغم بعض المشاداة الكلامية التي وقعت بين الطرفين، إلاّ أنّ اللصوص اكتفوا بان اخذوا السيارة، وفروا، أما يونس وأصدقاؤه فلم يجدوا أمامهم إلاّ أنّ يقدموا شكوى لدى الشرطة، علها تعثر على الجانين. ويحكي لنا يونس انه كان على علم بتلك الممارسات، ولو أنّ السائق سمع ما قاله لهنّ لما وقع ما وقع، وقد وقعت نفس الحادثة، يحكي لنا يونس الأسبوع الفارط لجماعة من أصدقائه، وبالقرب من المكان كذلك، حيث هوجموا من طرف أشخاص، استولوا على سيارتهم ذات الدفع الرباعي، وعلى سيارة أخرى رياضية، كما وقعت اشتباكات بين الجماعتين، أدت إلى إصابة بعضهم بجروح خطيرة، استدعت نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى، وكاد احدهم أن يفقد حياته في تلك المصارعة التي وقعت، لحسن الحظ، يضيف يونس، أنهم لم يتعرضوا إلى الاعتداء بواسطة السلاح الأبيض، ولم يفقد احدهم حياته جرّاء تلك الحادثة، أمّا كل ما هو مادي فيمكن تعويضه. ومن المناطق المشهورة كذلك بمثل هذه الحوادث كذلك الطريق السريعة المارة من غليزان، والتي يحكي لنا عنها سليم يقول:" مررت قبل من المنطقة، وكانت هنالك حجارة متناثرة على الأرض، فتفاديتها، إلاّ أنني فوجئت بلوحة خشبية تعترض طريقي، فتوقفت لمدة ثوان، لكني سرعان ما تفطنت إلى حيلة الأشخاص الذين حاولوا توقيفي، فمررت فوق اللوحة، رغم أن ذلك صعب، ولكني فضلت ألاّ أتوقف ولا دقيقة واحد، حتى لا يتعرض لي هؤلاء، وقد فعلوا ذلك مع صديق لي أسبوعا بعد ذلك، حيث سلبوه سيارته وجردوه من ممتلكاته