تبعد قرية آيت قندوز عن عاصمة ولاية بجاية بحوالي 55 كلم وهي تابعة لبلدية بوخليفة لدائرة تيشي، سكانها يعيشون حياة بدائية بما توحي بها الكلمة، حيث لا قنوات للصرف الصحي ولا حنفيات ولا غاز ولا توجد بها أبسط ضروريات الحياة اليومية، والزائر إليها سيجد نفسه وكأنه في عصر لم يعرف معنى الحضارة، والشيء الذي استفادت منه القرية في السنوات الأخيرة هو الطريق المعبد والذي تدهور مؤخرا جراء العاصفة الثلجية وهو مهدد بظاهرة انزلاق التربة، جمعية القرية سعت سعيها لدى المصالح المعنية منها البلدية والولائية لكن دون جدوى وكأن الأذن لا تسمع، وأن المسؤولين يعتبرون القرية خارج دائرة اهتمامهم والبعض منهم يتجاهل وجودها، الحقيقة أن انعدام أسباب الحياة جعل السكان ينزحون إلى عاصمة الولاية بحثا عن الحياة والرفاهية وعلى وجه الخصوص على منصب عمل للحصول على لقمة العيش، ورغم ما قدمته القرية لأبنائها خلال ثورة التحرير المجيدة، وسقوط العديد منهم في ميدان الشرف إلا أن ذلك لم يشفع لها ولا لسكانها، ورغم قساوة الطبيعة وغياب المرافق الضرورية و·· فإن البعض من أهاليها فكروا في العودة مجددا إلى أرض آبائهم وأجدادهم قصد سلوك نهج الأسلاف والمتمثل في خدمة الأرض وإحياء التقاليد والعادات التي تميز سكان المنطقة، والكثيرون منهم الذين عادوا إلى خدمة الأرض من غرس للأشجار المثمرة كالزيتون وغيرها، وقد تلقت جمعية القرية دعما من البلدية، حيث تحصلت على حصتها من أغراس الزيتون، كما استفاد البعض منهم من دعم السكن الريفي، والبعض الآخر ينتظر فرصته لذلك، وأمام هذا الواقع المر الذي يحيط بهم فإن السكان يناشدون السلطات العمومية التكفل بمشاكلهم ومعاناتهم التي أصبحت تثقل كاهلهم ويطالبون بتوفير أسباب الحياة البسيطة السعيدة من غاز وماء وقوت .. وللإشارة فإنهم عانوا كثيرا خلال أيام العاصفة الثلجية التي شهدتها المنطقة على غرار مناطق الوطن وبقوا في عزلة تامة لا أحد سأل عنهم ولا زارهم، وكانوا يواجهون الموت في أية لحظة، لكن ولحسن الحظ استطاعوا الثبات والصبر حتى عادت الحياة إلى المنطقة وبعثت فيها الروح والدفء.