دفعت العاصفة الثلجية بالعديد من سكان قرى ولاية تيزي وزو غير الموصولة بشبكة الغاز الطبيعي للعودة إلى التدفئة بواسطة الحطب كما كان يفعله أجدادهم الذين اتّخذوا الحيطة مبدأ للاعتماد على النّفس ومواجهة متاعب الحياة· وكانت قساوة الشتاء قد علّمت سكان المناطق الجبلية، لا سيّما سفوح جبال جرجرة منذ الأزل أخذ كلّ احتياطاتهم قبل حلول هذا الفصل لمكافحة البرد من خلال جمع كمّيات كافية من الخشب في فصل الصيف يتمّ جلبه من الغابات المجاورة وتخزينه في شكل رزم كبيرة في سقيفة مهيّأة بعيدا عن البيوت، ويعمد آخرون لا يقوون على مهمّة قطع الخشب بالغابات إلى شرائه جاهزا من عند بائعين متجوّلين بسعر يتراوح بين 8000 و10 آلاف دينار للعربة الواحدة التي تسع 5·2 طنّ· ويفضّل القرويون بشكل كبير خشب أشجار البلّوط والدردار والزيتون بالنّظر إلى قوّة احتراقهما واحتفاظهما بحرارة كبيرة في جمرتهما التي يتمّ جمعها في كانون يحتفظ به في حجرة النّوم لتدفئتها·