حث واعظ وداعية اسلامي شهير المسلمين في أوروبا على الاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها وتجنب العزلة داخلها. وقال الداعية محمد حسين يي انه يتعين على المسلمين في أوروبا تعلم كيفية الاندماج داخل المجتمعات المحلية وتجنب عزل أنفسهم عنها أو حصر الاهتمام بالاتحاد والتكامل داخل الجالية الاسلامية فحسب. ويقوم يي وهو ماليزي من أصل صيني بزيارات متكررة الى اوروبا بهدف القاء محاضرات وعقد ندوات حول تعاليم الدين الاسلامي كما يظهر بشكل منتظم في القنوات التلفزيونية الاسلامية. ويدير يي مؤسسة (الخادم) ومقرها ماليزيا وهي هيئة خيرية دولية تكرس جهودها لخدمة الجنس البشري بغض النظر عن اللون أو العقيدة. وحضر في وقت سابق من هذا الأسبوع معسكرا صيفيا لمسلمين من أوروبا نظمه اتحاد المنظمات الاسلامية في هولندا في منطقة تبعد حوالي 40 كيلومترا من مدينة ايندهوفن الشهيرة. وأوضح يي أن الاندماج لا يعني انه يجب على المسلمين التخلي عن قيمهم وتبني أساليب ووسائل غير اسلامية. ونقل عن حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم". وقال يي (60 عاما) الذي ولد في أسرة بوذية واعتنق الاسلام في ال18 من عمره ان الدين الاسلامي يسعى لنشر القيم الصحيحة منذ 1400 عام وان الاسلام يثمن حرية كل فرد وهذا هو السبب في قول الله تعالى في القرآن الكريم "لا اكراه في الدين". وشدد على أن الاسلام يكفل حقوق الانسان الأساسية التي يروج لها الغرب مؤخرا وأن القيم الاسلامية هي قيم عالمية لأن الكل يريد السلام والأمن والاحترام. ولم يكتف يي بدعوة الحكومات الغربية الى عدم حظر أو فرض قيود على الدعاة الاسلاميين فحسب وانما حثها أيضا على فتح أبوابها أمامهم لنشر رسالة الاسلام الحقيقي بشأن ارساء السلم والوئام بين الجميع. وقال "نرى في الآونة الأخيرة أن الكثير من السياسيين لا يبدو أنهم فهموا عمل الداعية (الاسلامي) انهم يعتقدون أننا هنا لخلق اضطرابات بين الناس ولكننا هنا للتأكد من أن الناس الذين لديهم فهم خاطئ للاسلام سيعودون الى التعاليم الصحيحة للاسلام الذي يشجع دائما على السلام للبشرية". وقال "نحن هنا للتوعية بالرسالة الصحيحة للمسلمين لأننا نريد من المسلمين فهم الدين بشكل صحيح على أساس توجيهات القرآن وسنة النبي وعندما يفهمونه فانهم سينشرون السلام ويحبون جيرانهم ويحترمونهم". وانتقد يي قرارا اتخذته المملكة المتحدةوكندا مؤخرا بحظر دخول الواعظ الاسلامي الهندي الدكتور زكي نايك بدعوى "السلوك غير المقبول". ويرأس نايك مؤسسة البحوث الاسلامية ومقرها مومباي التي تدير قناة السلام الفضائية وزار كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة مرات عديدة في السابق. وقال يي "اذا كانوا يفعلون ذلك للداعية الكريم فاننا قلقون من أن مجموعة أخرى من الناس ربما تبدأ في خلق توترات بين الأمة (المجتمع الاسلامي) وربما تخرج عن نطاق السيطرة". وأضاف "نحن هنا للدعوة الى السلام وتوجيه الرسالة الصحيحة ونحن لسنا سياسيين وليس لدينا جدول أعمال خفي الا أن المسلمين هنا ينبغي عليهم فهم التعاليم الحقيقية للاسلام". وقال "نحن نعتقد أن أي حكومة تفهم طبيعة عملنا ينبغي أن تفتح أبوابها وتساعدنا على أن المجيء ونشر تعاليم الاسلام النقية وسيكون هناك المزيد من السلام والتفاهم". الا أن يي نبه أيضا الدعاة الاسلاميين الى ضرورة أن يكونوا أكثر حذرا في الكلمات التي يستخدمونها. وقال ان السلطات يجب أن تطلب توضيحا بشأن التصريحات التي أدلى بها رجال دين اسلامي وألا تعمل تحت ضغط جماعات معينة أو في اطار جدول أعمال سياسي.