تنقلت أمس أزيد 120 عائلة من ولاية قسنطينة إلى العاصمة للاحتجاج أمام قصر الحكومة على قرار طردها من منازلها بحي "رومانيا" منذ ما يقارب أربعة أشهر دون إعادة إسكانها أو تعويضها على أملاكها بعد أن خصصت المساحة لإنجاز مشروع الجسر العملاق. اعتصام هؤلاء جاء عقب رفض والي قسنطينة استقبال العائلات المتضررة والاعتراف بأنهم يقيمون في سكنات هشة والمقدر عددها ب 300 عائلة ما دفعهم حسب ما صرحت به بعض العائلات إلى الانتقال إلى العاصمة وإسماع صوتهم للسلطات العليا في البلاد تنديدا بما اعتبروه هضما لحقوقهم في التعويض والترحيل إلى سكنات لائق، وقد تمكنت قوات الأمن من تفريق المحتجين بعد أن قابل أربع ممثلين عن الحي المسؤولين الذين وعدوهم بنقل انشغالاتهم إلى السلطات المحلية لولاية قسنطينة و إلزامها بإعادة النظر في وضعيتهم وإيجاد لها حل سريع وفوري بعد أن قدموا وثائق تثبت ملكيتهم للعقار الذين كانوا يشغلونه منذ أزيد من 20 سنة ليتوجهوا بعدها على ساحة البريد المركزي في انتظار أن يوفر لهم المسؤولون حافلات لإعادتهم إلى فسنطينة. بدأت معاناة هذه العائلات التي تنقلت من قسنطينة إلى العاصمة في شهر افريل الماضي بعد صدور قرار الهدم من طرف السلطات الولائية لأجل المنفعة العامة وهذا لاستكمال مشروع الجسر العملاق التي باشرت في انجازه حيث تلقت العائلات المقيمة بحي "رومانيا" استدعاء مباشراً من وكيل الجمهورية أخطرهم بضرورة مغادرة مساكنهم بعد أن تم إقصائهم من عملية إعادة الإسكان أو التعويض وهذا لأجل المنفعة العامة كما لم يأخذ بعين الاعتبار عقود الملكية، وتم إجبارهم على مغادرة منازلهم بالقوة ونزع عداد الكهرباء والغاز والماء وصل الأمر إلى حد التعدي بالضرب وكسر الأبواب حسب تصريحات هذه العائلات. وقد تمت عملية الهدم في غضون أربعة أيام بسبب احتجاجات السكان ورفضهم إخلاء منازلهم ما استدعى تدخل قوات الأمن التي دخلت في مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى من الطرفين، وقد زج بأغراضهم وأمتعتهم بالمحشر البلدي للولاية دون الحصول على وصول قانونية تثبت ذلك، حيث أكدوا أن قانون المنفعة العامة لم يتم احترامه من طرف والي ولاية قسنطينة، والأكثر من هذا، ذكر ممثل هذه العائلات أن العديد من المواطنين الذين يقطنون نفس الحي ولم يمسهم المشروع وجهت لهم استدعاءات من طرف رئيس دائرة قسنطينة، من أجل حضور القرعة الخاصة بإعادة إسكان سكان حي "رومانيا" دون إدراج أسماء العائلات التي تضررت بسبب مشروع إنجاز الجسر بالمنطقة. وتستمر معاناة هذه العائلات التي يحتضنها الشارع منذ شهر افريل ملتحفة الأرض متدثرة بالسماء، حيث لم يزعزع إضراب البعض منهم عن الطعام لأسبوع السلطات الولائية لإيجاد حل لوضعيتهم. من جهة أخرى هددت العائلات المحتجة انه في عدم تنفيذ المسؤولين لوعودهم وإلزام السلطات الولائية بإعادة إسكانهم فبل شهر رمضان فإنهم سيلجئون إلى الانتحار لوضع حد لمعاناتهم والحقرة التي تعرضوا إليها.