حلت بالعاصمة، أمس، أكثر من 40 عائلة قدمت من قسنطينة تم طردها من مساكنها بحي رومانيا، رفقة 300 عائلة أخرى لازالت في العراء، بعد أن تم إخراجها من البيوت التي كانت تقطن بها على أساس إعادة إسكانها ضمن البرنامج المعد لعائلات حي رومانيا البالغ عددها 1400 عائلة، حيث تم إعادة إسكان أكثر من ألف عائلة من ذات الحي فيما تم توزيع بقية السكنات على أناس غرباء، حسب ما صرح به السكان الأصليون لحي رومانيا. حلت العائلات التي فاق عددها الأربعين في حدود الخامسة صباحا بالعاصمة، في آخر خطوة اتخذتها لرفع شكواها ومعاناتها إلى السلطات العليا على مستوى العاصمة، بعد أن فقدت كل الآمال في تسوية وضعيتها من طرف السلطات المحلية لولاية قسنطينة، والتي لم تجد منها آذانا صاغية بعد استعمال العنف لإخراج العائلات من مساكنها، بحجة إنجاز مشاريع أخرى تمثلت في جسر عملاق، حسب ما صرح به السكان. وتحدثت العائلات ل “الفجر” أثناء تجمعها بمحطة تافورة لنقل المسافرين، حيث أكدوا أن هذه الخطوة التي تحملتها أكثر من 40 عائلة تنقلت من ولاية قسنطينة إلى غاية العاصمة في سفر جد شاق، يؤكد رفضهم للظلم وسلب الحق الذي تعرضوا له رفقة نظرائهم الذين لم يتمكنوا من التنقل إلى العاصمة لأسباب مختلفة، كما سردوا لنا المعاناة التي عاشوها على يد السلطات المحلية لولاية قسنطينة، فبعد الطرد الإجباري وبالقوة الذي مس هذه العائلات التي قطنت حي رومانيا قبل الاستقلال، وتملك عقود ملكية لسكناتها، جاء دور التلاعب بمشاعرها ومستقبلها من خلال سلبها حقها في السكن ومنحه لأشخاص غرباء. وذكر من تحدثنا معهم أن الاستدعاءات التي وزعتها السلطات المحلية للولاية في ساعة متأخرة من الليل بطريقة غريبة وعشوائية، حتى أن بعضها تم منحها لأطفال لم يعرفوا قيمتها وقاموا بتمزيقها، وهو ما فتح المجال للتلاعب بمصير هذه السكنات ومنحها لأشخاص غرباء عن حي رومانيا، وأكبر دليل على ذلك، أبرز لنا أحد السكان المطرودين، استدعاء الاستفادة من السكن موجه بعنوانه الشخصي باسم امرأة لا يعرفها لا هو و لا أحد من سكان الحي. من جانب آخر، توجهت العائلات إلى مقر وزارة الداخلية لرفع معاناتها وإسماع صوتها، وهو ما حصل بالفعل من خلال مطالبة مسؤول بالوزارة بانتداب أربعة أفراد لتمثيل هذه العائلات وشرح الوضع الذي تعيشه، حيث تم استقبال ممثلي العائلات وتم الاستماع إلى معاناتهم، ووعدهم بالنظر في القضية وتسويتها في أقرب الآجال، وهو ما ترك انطباعا حسنا لدى هذه العائلات التي صرحت ل “الفجر” أن استقبال وزارة الداخلية كان في المستوى، عكس ما عانوه على يد السلطات المحلية لولاية قسنطينة.