الضغوط الاجتماعية واللهث وراء مصادر الرزق وكذا ضعف القدرة الشرائية حوّلت الأسر الجزائرية إلى حلبات للصراع يترأسها الزوجان في غالب الأحيان، ومن القضايا من عرضت على أبواب المحاكم بعد أن يتطور السب والشتم المتبادل إلى قضايا الضرب والجرح العمدي، بحيث غابت مظاهر الاحترام في بعض البيوت الجزائرية ووصلت الأمور إلى حد تفكك الرابطة الزوجية والسبب وما فيه أن بعض الأزواج هم دوما في صراع مع زوجاتهم بسبب التلاسن المستمر الذي قد يأخذ أبعادا خطيرة تنقلب على الأسرة بوجه سلبي· التناحر الدائم فيما بين الأزواج قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ولم يعد مقتصرا في حدود البيت بل سطت الظاهرة إلى الشارع، ونقلت تلك العراكات على الهواء مباشرة وهي صورة معبرة عن ما وصلت إليه الحالة ببعض الأسر الذي غاب فيها الاحترام بين أعلى هرمين فيها وهما الأب والأم، وقد يُرجع البعض ذلك إلى الظروف وضغوط العمل وعدم توفر بعض الضروريات على مستوى الأسرة، مما يؤدي بالزوجة دوما إلى اتهام زوجها بالتقصير واللامبالاة وانعدام المسؤولية، في تلك الأثناء يتحول البيت إلى حلبة حقيقية تكون بدايتها التلاسنات الحادة لينتهي الأمر بالضرب المتبادل ربما كون أن أروقة المحاكم كانت شاهدة على قضايا ضرب الأزواج، وهي فعلا ما وصلت إليه بعد النسوة بعد أن رحن إلى ضرب أزواجهن ما لم يعهده مجتمعُنا· فبعد التلاسن تطور الأمر إلى أبعد الحدود مما يفسر أن أغلب الأسر الجزائرية صارت تعاني من تلك الجوانب التي تؤدي إلى خرابها وهدمها وربما الوصول إلى فك الرابطة الزوجية وتخليف ضحايا الطلاق· وللوقوف أكثر على الأمور الخطيرة التي أضحت تعانيها الأسر تقربنا من بعض السيدات لرصد آرائهن في كيفية التعامل مع أزواجهن في البيت ومدى مراعاتهن للرابطة المقدسة فتباينت آراؤهن منهم السيدة وردة 20 سنة زواج قالت إن محافظتها على بيتها وأولادها لم يكن بالأمر الهين، خاصة وأن زوجها يتمتع بطباع حادة، وأضافت أنها أفنت حياتها في رعاية أبنائها وزوجها و كانت تسمح من حقها في الكثير من المرات بهدف ضمان استقرار الأسرة على خلاف ما نراه اليوم من تناقضات متفشية على مستوى الأسرة، فالزوج في بحر والزوجة في بحر آخر ليترامى الأطفال بين هذا وذاك مما قد يؤدي إلى فك الرابطة الزوجية بمجرد بدايتها· أما أخرى فقالت إن أجيال اليوم ليست مثل أجيال الأمس وصارت العلاقة بين الزوجين علاقة يميزها التناحر والتشاحن، وقالت إن لها جارة تستغرب كثيرا كيفية استمرار علاقتها مع زوجها خاصة وأنهما في حالة عراك دائم يصل إلى مسامع الجيران، وأضافت أنها تستغرب كثيرا من بعض الكلمات التي تطلقها الزوجة بصوب الزوج دون أدنى احترام لمشاعره فمها كان الحال فالزوج من الواجب طاعته وتحقيق استقراره بالبيت حفاظا على اتزان الأسرة· ولعدم إهمال رأي الرجال في الموضوع اقتربنا من البعض منهم لرصد أرائهم فبين البعض انزعاجهم من أصناف النسوة اللواتي يهدمن بيوتهن بأياديهن منهم السيد جمال الذي سرد علينا قصة تعقد لها الألسن بعد أن صادف زوجين وهما يمشيان على مستوى الطريق بأحد نواحي العاصمة، وبينما كان يحمل ابنه تلفظت هي بكلام لم يعجبه ووصفته ب(الحيوان) أكرمكم الله فما كان عليه إلا مناولة ابنه إلى أحد المارة وراح يضربها على مستوى الشارع ضربا مبرحا وجعلها فرجة للآخرين، وكان جزاؤها من جنس فعلها، واحتار محدثنا في أمر بعض النسوة اللواتي يلهثن إلى الزواج من غير معرفة ضوابط الأسرة وحدودها خاصة وأن احترام الزوج وخدمته هي من واجبات الزوجة للحفاظ على كيان الأسرة· ومن الحالات ما وصلت إلى حد التعدي على الزوج حسب ما تعرضه المحاكم في كل مرة آخرها كان تعرض زوج إلى الضرب من طرف الزوجة بعد أن صوبت نحوه صحنا مملوءً بالحساء وظهر الزوج كضحية في موقف يندى له الجبين وتمت الاستعانة بالأبناء كشهود في أغرب قضية·