هناك الكثير من المهن التي يستعصى على النسوة القيام بها والسبب لا يرجع إلى عدم قدرتهن على ممارستها، وإنما لكون ظروف المهنة لا تتلائم مع حياتهن الشخصية وظروفهن اليومية، إلا أنهن تحدين الظروف وواصلنها بكل ما أوتين من قوة ، وكانت في العديد من المرات تلك المهن سببا في إثارة النزاع والخصام وربما الوصول إلى حد قطع العلاقة الزوجية في بعض الأحيان عندما تصل الأمور إلى ذروة الغضب فيكون الحل بإنهاء العلاقة الزوجية وتشتيت أسرة بأكملها . وعادة لا يتوافق الأزواج مع بعض المهن خاصة الليلية منها كون أن الأعراف الجزائرية تنبذ عمل المرأة ليلا ولا تتوافق البتة معه، فالسيدة المتزوجة تجبرها ظروف الحياة الزوجية على البقاء في المنزل ليلا ودخوله مبكرا حتى ولو كانت عاملة من اجل لم شمل الأسرة وتربية الأبناء، لذلك يعارض الكثير من الأزواج عمل المرأة الليلي فالعمل الليلي يتوافق أكثر مع العنصر الرجالي، الا ان بعض المهن تفرض على المراة المداومة في العمل حتى في الفترة الليلية ذلك ما ادى الى نشوب نزاعات بين الطرفين، ادت احيانا الى وضع حد للعلاقة الزوجية بعد ان يطلق الزوج يمين الطلاق على الزوجة، ما يبرهن ان العديد من النسوة يواجهن صعابا في ممارسة بعض المهن لاسيما النسوة اللواتي بلغن درجات من التعلم وحز في انفسهن تضييع ثمار سنوات من الدراسة، و من ثمة استئذان الزوج بمواصلة العمل حتى بعد زواجهن وجعلنه شرطا من شرط القبول. وبعد ان يكون بعض الأزواج متفهمين، يعجزون مع تطور العلاقة الزوجية وميلاد الابناء عن تحمل بعض الهفوات الصادرة عن الزوجة كتضييع بعض الواجبات المنزلية بسبب عدم القدرة على التوفيق بين الحياة العملية والحياة الزوجية والتسيب والاهمال الملاحظ على الابناء خاصة وان هناك من الازواج من لا يمانعون على عمل المرأة قبل الزواج، الا انه مع تلك التطورات السلبية تنشأ نزاعات كثيرا ما وصلت الى اروقة المحاكم وكان مصيرها الطلاق. وكان من بعض تلك القضايا ما يدعو الى الدهشة والغرابة في ان واحد كتلك الحادثة التي يرويها الكثيرون عن احداهن التي كانت تشغل بسلك المحاماة والتي اطلق عليها زوجها يمين الطلاق وهي في الجلسة بعد ان تمادت ساعات الجلسة الى فترة متاخرة من الليل وكان الموقف مدهشا امام جموع المحامين والمحاميات من زملاء المهنة. وبذلك خسرت تلك السيدة حياتها الزوجية في لحظة لم تضع لها أي حساب وعينات اخرى كثيرة تماثل تلك العينة التي تداولتها كثيرا الالسن خاصة وان بعض السيدات كان مصيرهن نفسه في فك الرابطة الزوجية بعد ان وصلت الامور الى تعقيدات لا يمكن فكها الا بالطلاق، وعادة ما يكون الازواج متقبلين لفكرة عمل المراة الا انهن لا يتجاوبن مع الواقع الذي تفرضه بعض المهن سواء العلمية او غيرها من المهن الاخرى خاصة وان بعض الازواج بل اغلب افراد المجتمع لا تعجبهم فكرة العمل الليلي للمراة، ذلك ما اخبرتنا به احدى السيدات التي قالت انها بحكم عملها في قطاع الصحة كانت تخضع احيانا لنظام المداومة الليلية قبل زواجها لكن بعدها طلب منها زوجها الغاء تلك الحصص الليلية فرضخت لذلك فورا لاسيما وانها تقطن في مقاطعة شعبية بعض افواه قاطنيها لا ترحم ومن ثمة حافظت على عملها وعلى اسرتها في نفس الوقت.