كشفت صحيفة (تودايز زمان) التركية، أن البرلمان التركي وافق على مشروع قانون مقدم من قبل حكومة حزب (العدالة والتنمية)، لتعديل نظام التعليم في البلاد للسماح بالحصول على دورات اختيارية في القرآن الكريم وحياة رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المرحلة المتوسطة والثانوية، وسط نقاشات حادة بين الأحزاب المعارضة العلمانية والحكومة· وذكرت الصحيفة أن موافقة البرلمان على زيادة سنوات التعليم الإلزامي من 9 سنوات إلى 12 عامًا، وهو الاقتراح المقدم من قبل حزب (العدالة والتنمية) الحاكم، ووافق عليه 306 أعضاء من بين 391 عضوًا، بحسب وكالة (القدس برس)· وأضافت أن حزب (الحركة القومية) الذي سبق وأن قدم اقتراحًا مشابهًا لما قدّمه حزب (العدالة والتنمية) وافق على المقترح وسط حالة من الغضب الشديد من قبل حزب (الشعب الجمهوري) العلماني· ومن ناحية أخرى، اتهم حزب (الشعب الجمهوري) حزب (العدالة والتنمية) بالسعي إلى (كسب أصوات الناخبين عن طريق استخدام الدين في السياسة)، حسب زعمه· كما اتهم حزب (الشعب الجمهوري) حزبَ الأغلبية وحزبَ الحركة القومية ب(ارتكاب جريمة ضد الدستور التركي العلماني، والسعي إلى إحياء الخلافة الإسلامية من جديد)، حسب قوله· وتشهد تركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي المعتدل إحياء متواصلاً للقيم الإسلامية والمثل الأخلاقية التي طالما كانت مهمشة طيلة 8 عقود من طرف العلمانيين الأتراك الذين عملوا المستحيل لتهميش القيم الإسلامية وتغريب تركيا أملاً في دخول (الاتحاد الأوربي)، إلا أن كل ذلك مُني بالفشل ورفض الأوربيون انضمام تركيا العلمانية إلى الاتحاد الذي أعلن أنه يريد البقاء (ناديا مسيحيا خالصا)· وينتهج حزب العدالة والتنمية سياسة وسطية قائمة على التركيز على التنمية الاقتصادية ومنحها الأولوية القصوى على حساب تطبيق الشريعة لتجنب الاصطدام بالعلمانيين الذين لا يزالون يسيطرون على المؤسسة العسكرية ويمكنهم الانقلاب على الحكومة الإسلامية في أي وقت إذا أتاح لهم أدنى ذريعة أو مبرر، وقد نجح حزبُ العدالة والتنمية في هذا التوجه، وارتقى بتركيا إلى المرتبة ال16 عالمياً في الاقتصاد بعد أن كانت مجرد دولة متخلفة ينهشها التضخم الذي كان قد بلغ مستويات قياسية يُضرب بها المثل، وهو ما أثار إعجاب الإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية حيث استلهموا تسميات أحزابهم الجديدة من حزب العدالة والتنمية التركي وهم يعتزمون تطبيق نفس سياسته في مصر وتونس والمغرب وأي بلد عربي آخر يصلون فيه إلى الحكم·