تستقطب الحظيرة الوطنية للأرز "المداد" الواقعة بتراب بلدية ثنية الحد (50 كلم عن عاصمة الولاية تيسمسيلت) بجمال مناظرها الطبيعية الساحرة العائلات بحثا عن أوقات من الراحة في أجواء منعشة وهادئة قد تنسيها بعض الشيئ الجو الحار بالجهة في فصل الصيف. وتسجل غابة "المداد" توافد مع عطلة نهاية الأسبوع خاصة عدد كبير من العائلات القادمة من عدة ولايات كتيارت والجزائر العاصمة وتيبازة ومستغانم والمدية والشلف وعين الدفلى حيث تقصد هذا الموقع الطبيعي من أجل الاستجمام وأخذ قسط من الراحة في أحضان الطبيعة الخلابة. ويبقى سر التوافد الكبير لهذه العائلات على هذا المكان الجذاب مرتبط بعدة مميزات أهمها الجو اللطيف حتى في فصل الصيف وما يزخر به من مؤهلات ومناظر طبيعية متنوعة ومتناسقة عل غرار موقع نقطة التقاء أشجار الأرز بالمدخل الشمالي للحظيرة الذي يجذب الناظر اليه. وقد أفادت ادارة الحظيرة الوطنية للأرز لثنية الحد أن اقبال العائلات يعرف تزايدا كبيرا لا سيما خلال الفترة الممتدة من شهر مارس إلى جويلية حيث يتم احصاء حوالي 1500 عائلة خلال كل نهاية أسبوع. كما أبرز نفس المصدر أن التوافد على الحظيرة لا يقتصر على العائلات فقط بل يشمل كذلك الطلبة القادمين من جامعات تيارت والشلف ووهران والعاصمة بغية تحضير بحوث علمية في مجالات ذات صلة بالغابات وكيفية تعايش النباتات والحشرات والحيوانات بالاضافة إلى الاهتمام بالتنوع البيولوجي. وتعد غابة "المداد" فضاء جد مناسب لممارسي رياضة العدو بفضل الهواء النقي وبساط الأخضر المتوفر مما ساهم في استقطاب الرياضيين من مختلف الأعمار. وللتذكير فقد نظمت ادارة الحظيرة الوطنية للأرز "المداد" يوم 21 مارس الماضي نصف مراطون احتفالا بانطلاق الموسم السياحي بالحظيرة بمشاركة 189 عداء وعداءة قدموا من بلديات لرجام وبرج بونعامة وثنية الحد وسيدي بوتشنت. كما سمحت هذه التظاهرة الرياضية للجمهور بالتعرف على المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها الغابة فضلا عن مساهتمها في تشجيع السياحة الغابية بالمنطقة. ونظرا لما تتوفر عليه غابة "المداد" من مميزات بيئية ستنطلق خلال السداسي الأول من السنة المقبلة أشغال انجاز مركز للتجمع الرياضي من شأنه احتضان رياضات كرة القدم وألعاب القوى والملاكمة والجيدو وكمال الأجسام والرياضات القتالية حسب المديرية الولائية للشباب والرياضة مما سيتيح للرياضيين ظروف ملائمة للتحضير والاسترجاع. ومن جهة أخرى سيشرع قريبا في انجاز أربع مساحات للترفيه والاستجمام بداخل الغابة وتهيئة ست نقاط مائية من أجل توفير المياه الصالحة للشرب لفائدة الزوار إلى جانب القيام بتحديد المنطقة الوسطى للحظيرة التي سوف يمنع بها الرعي والبناء حيث ستخصص لاجراء البحوث العلمية. كما سيتم اقتناء محطة للأرصاد الجوية ستتوفر على أحدث الأجهزة التقنية الرقمية حيث ستستغل في البحث العلمي ودراسة الوسط الطبيعي بالحظيرة اضافة إلى ترميم الدار الغابية القديمة. وبالمقابل ينتظر أن تنتهي عن قريب أشغال تعبيد الطريق المؤدي إلى المدخل الشمالي للحظيرة على مسافة 2ر4 كلم فضلا عن تهيئة للمسالك المتواجدة بغابة "المداد". ومن جهته أشار رئيس المجلس الشعبي لبلدية ثنية الحد لخضر فريدان عن استفادة الحظيرة الوطنية من مشروع انجاز بيت للشباب والذي انطلقت دراسته مؤخرا حيث سينجز لتعويض المخيم الصيفي القديم الذي يرجع بنائه إلى العهد الاستعماري. ويتوقع ذات المصدر تجسيد هذا المشروع خلال السنة المقبلة 2011 حيث سيمكن من استقبال الوفود العلمية المهتمة بالمؤهلات الطبيعية للغابة وتنوعها البيولوجي مع اعطاء ديناميكية جديدة للجانب السياحي بالجهة. وللإشارة تتربع الحظيرة الوطنية للأرز "المداد" على مساحة اجمالية تقدر ب 3425 هكتار وتتواجد بها عدة أصناف نباتية على غرار أشجار الأرز الأطلسي والصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر والبلوط الفليني اضافة إلى الطحالب والنباتات الجبلية. كما تزخر ب 72 نوعا من الحيوانات المحمية منها 10 أنواع من صنف الثديات وثلاثة من الزواحف و 30 نوعا من الحشرات و 29 أخر يخص الطيور. وبالنظر إلى دور هذا الموقع الطبيعي في الحفاظ على التوازن البيولوجي تقرر وفق المرسوم 459/83 المؤرخ في 23 جويلية من سنة 1983 تصنيفها إلى حظيرة وطنية.