روى الشيخ صياح الطوري رئيس قرية العراقيب التي هدمتها إسرائيل صباح الثلاثاء في النقب، أن القوات الإسرائيلية هدمت الحجر واقتلعت الشجر وأبقت نحو 300 بدوي من سكانها في العراء. وتقع العراقيب شمال مدينة بئر السبع، على بعد حوالي 110 كلم جنوبالقدس. وقال الشيخ صياح الطوري "في الخامسة صباحا حضرت القوات الإسرائيلية من وحدات الكوماندوس وقوات أخرى من الشرطة وجرافات كأننا في جبهة حرب، فأجلينا من بيوتنا بالقوة وأبقوا الأطفال والنساء والشيوخ في العراء". وأضاف "هدموا البيوت والخيم واقتلعوا الشجر، وحملوا مولدات الكهرباء وسياراتنا وجراراتنا ولم يبقوا أي أثر لقريتنا كأنها لم تكن موجودة"، مؤكدا أنهم "هدموا القرية بحجة أن منازلها لم تحصل على تراخيص". وذكر الطوري بأن "قرية العراقيب سبق أن تعرضت لهجمات مستمرة، فكانوا يهدمون البيوت ويرشون أراضينا ومزروعاتنا من الطائرات بمواد سامة". وتابع "لقد حصلوا على قرار من محكمة الصلح يوم الاثنين بإخلاء القرية بناء على قرار سابق من المحكمة المركزية" في إسرائيل. من جهته، اعتبر رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها ابراهيم الوقيلي أن "عملية هدم قرية العراقيب سابقة خطيرة تهدد 45 قرية يسكنها نحو 100 ألف عربي في النقب". وقال الوقيلي "إنها المرة الأولى التي يقومون فيها بالإخلاء والهدم ومحو القرية بكاملها وإخفاء معالمها". وأضاف "عادة يهدمون بيوتا عدة مرة واحدة ولكنهم هذه المرة جرفوا الطرق وأي شيء قد يدل على أثر للحياة فيها". وأوضح أن "هناك 45 قرية عربية في النقب تفتقر إلى البنية التحتية ولا تريد السلطات الإسرائيلية الاعتراف بها، ويراوح عدد سكان كل من هذه القرى بين خمس مئة عربي وثمانية آلاف". وأكد أن "بدو النقب كانوا يملكون 12 مليونا و750 الف دونم ولكن لم يبق لنا سوى 850 الف دونم بعد مصادرة الباقي، والبعض لا يزال يسكن على أراضيه المصادرة". وقال ياكوف مانورمن المتحدث باسم منظمة "هناك قانون" غير الحكومية التي تدافع عن حقوق البدو في إسرائيل "إن نحو 1500 شرطي إسرائيلي من الوحدات الخاصة وصلوا عند الفجر لإجلاء 300 من سكان العراقيب". وأضاف إن "خمس جرافات على الأقل دمرت بعد ذلك منازلهم وكذلك حقولهم". وأوضح أن "أهالي القرية ونحو 150 ناشطا إسرائيليا مؤيدين لقضية البدو حاولوا اعتراض عناصر الشرطة الإسرائيلية الذين كانوا مزودين بقنابل مسيلة للدموع لكنهم لم يستخدموها"، لافتا إلى حصول اعتقالات في صفوف السكان وإصابة بعضهم. وردا على سؤال الوكالة الفرنسية قال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد إن "ثلاثين عائلة تم إجلاؤها من كفر العراقيب ونقلت إلى مدينة راهط البدوية" (45 الف نسمة) في صحراء النقب. وأضاف أن "منازلهم المبنية بصورة غير قانونية دمرت وفقا لقرار القضاء"، نافيا حصول اعتقالات أو وقوع إصابات. ويبلغ عدد البدو في إسرائيل الذين يعتبرون من أفقر سكان الدولة العبرية 160 ألف شخص يقطن معظمهم في النقب. وقال رئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان "عقدنا اجتماعا طارئا على أراضي قرية العراقيب، وبدأنا نسوي الأرض من أجل إقامة مساكن سريعة لإيواء الأطفال والنساء والشيوخ". وأضاف "لقد شردوا نحو 300 شخص وهذا يعتبر عملا إرهابيا وغير إنساني، ولا يوجد كلمات تعبر عن استنكارنا لهذا العمل". وتابع زيدان "شكلنا لجنة خاصة لمتابعة أوضاع سكان القرية وطلبنا من الأحزاب العربية أن تمد يد العون ليس فقط من الناحية المعنوية بل من الناحية المادية أيضا". وأكد "إننا سنوجه مذكرة إلى المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية نستنكر فيها هدم قرية العراقيب، بدءا برئيس الدولة ورئيس الوزراء والوزراء المعنيين، وسنطالب بإعطاء شرعية للقرى غير المعترف بها وإيجاد الحلول لوضعها". وأضاف زيدان "سنوجه أيضا مذكرات إلى الهيئات الدولية نشرح فيها مدى الظلم والقهر الذي يتعرض له العرب بإخلائهم من بيوتهم وهدمها"، لافتا إلى تنظيم تظاهرة واعتصام الجمعة المقبل على أراضي القرية في المكان نفسه الذي هدمت فيه البيوت. وتعد الأقلية العربية في إسرائيل نحو 1,3 مليون نسمة ينحدرون من أصل 160 ألف فلسطيني لم يغادروا أراضيهم بعد قيام الدولة العبرية العام 1948. * في الخامسة صباحا حضرت القوات الإسرائيلية من وحدات الكوماندوس وقوات أخرى من الشرطة وجرافات كأننا في جبهة حرب، فأجلينا من بيوتنا بالقوة وأبقوا الأطفال والنساء والشيوخ في العراء. * هدموا البيوت والخيم واقتلعوا الشجر، وحملوا مولدات الكهرباء وسياراتنا وجراراتنا ولم يبقوا أي أثر لقريتنا كأنها لم تكن موجودة. * إنها المرة الأولى التي يقومون فيها بالإخلاء والهدم ومحو القرية بكاملها وإخفاء معالمها، عادة يهدمون بيوتا عدة مرة واحدة ولكنهم هذه المرة جرفوا الطرق وأي شيء قد يدل على أثر للحياة فيها.