يزداد تهافت الجزائريين خلال موسم البرد على محلات الأكلات التي تتلاءم والبرودة على غرار المحاجب و"القرنطيطة" التي تعرف اقبالا منقطع النظير في فصل الشتاء من طرف المدمنين على أكلها على مستوى محلات الإطعام السريع التي يكثر انتشارها على مستوى العاصمة على غرار ساحة الشهداء وساحة أول ماي والرويسو والمدنية... بحيث تصطف المحلات المختصة في ذات الأكلات في تلك النواحي التي يتردد عليها الكثيرون قصد تذوق أكلة "القرنطيطة" التي لم تفقد بريقها بين الجزائريين على الرغم من منافسة أكلات أخرى مشرقية ومغربية. إلا أن الإدمان على "القرنطيطة" لازال يرتبط به الكثيرون وما يميزها هو سعرها المنخفض الذي لا يضاهي نكهتها الخاصة التي عشقها الكثير من الجزائريين، فلا يتعدى سعر الرغيف الصغير 10 دنانير أما الكبير فيتراوح بين 15 و20 دينارا مما ساهم في الإقبال عليها بكثرة فلا يسع المرء إلا تقديم دنانير معدودات للاستفادة من "سندويتش" كامل من "القرنطيطة". عن هذا اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول إدمانهم الكبير على تلك الأكلة المفضلة لدى فئات واسعة من المجتمع صغارا وكبارا، وعهدت محلات على تقديم تلك الأكلة الشعبية البسيطة وسط كم هائل من الأكلات الراقية وباتت تنافسها أحيانا. قالت إحدى الفتيات أنها على الرغم من سعيها الحثيث إلى المحافظة على وزنها وقوامها الرشيق إلا أنها تنحني أمام "سندويتش القرنطيطة" بين الفينة والأخرى، ولا تستطيع أن تتمالك نفسها أمام رائحتها المأخوذة من طحين الحمص كمادة أساسية في تحضيرها إضافة إلى عبق الكمون الذي يضفي عليها نكهة خاصة لذلك فهي تتناول تلك الأكلة ثلاثة إلى أربعة مرات في الأسبوع بحكم أنها طالبة لاسيما وان سعرها يتلاءم معه الجميع، وقالت إنها تلتزم بتناولها خاصة في موسم البرد بالنظر إلى ملاءمتها مع الطقس البارد. إسماعيل شاطرها الرأي وقال أن ارتباط الجزائريين بتلك الأكلة الاسبانية الأصل كان منذ زمن بعيد، وعلى الرغم من تعدد الأكلات إلا أنها لم تفقد بريقها وبقيت محافظة على شهرتها بين أشهر الأطباق، ويعود إليها الكثيرون بين الفينة والأخرى وأضاف انه شخصيا يتناولها كثيرا ويحبذها مرفقة بمادة الهريسة التي تزيد في طيب نكهتها. اقتربنا من احد البائعين المتخصصين في تحضيرها على مستوى المدنية فقال أن الإقبال كبير على محله خاصة وانه يتوسط العديد من المؤسسات الإدارية، ولا تعدو أن تدق عقارب الساعة مشيرة إلى منتصف النهار إلا ويصطف أمام محله العشرات من الزبائن طلبا لتلك الوجبة خاصة وانه يتفنن في تحضيرها مما أدى إلى اكتسابه العديد من الزبائن في لمح البصر وأضاف أن الكثير منهم يفضلون تناولها وهي على درجة من السخونة مباشرة بعد إخراجها من الفرن ويستمتعون بلذتها وهي على تلك الحال خاصة وأنها تفقد نوعا ما مذاقها بعد برودتها. وعليه تبقى أكلة "القرنطيطة" تنافس أشهر وأروع الأطباق المحلية والعالمية بين الجزائريين بالنظر إلى إدمان الكثيرين عليها.