* نظام ساركوزي أصبح يعتبر كلّ الجزائريين "محمد مرّاح"! (عندما تكونون مهمّشين في المجتمع ستظلّون كذلك)، بهذه الكلمات عبّرت (سعيدة) عن مشاعر الإحباط لدى مؤيّدي اتحاد المنظّمات الإسلامية في فرنسا. وأضافت هذه الشابّة، وهي في ال 25 (وكأن هناك محمد مرّاح أو قاتلا على درّاجة نارية داخل كلّ شابّ من الأحياء أو أن المسلمين يعذّبون الحيوانات)، وذلك في إشارة إلى قضيتين حديثتين: المجزرة التي يقال إنه قد ارتكبها مرّاح الفرنسي من أصل جزائري وراح ضحّيتها سبعة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال يهود، والجدل حول اللّحوم الحلال، ويبدو جليا أن نظام الرئيس اليهودي لفرنسا نيكولا ساركوزي أصبح يعتبر كلّ الجزائريين بمثابة (محمد مرّاح). وفي حديقة المعارض في لوبورغي (شمال باريس) حيث يشارك كلّ سنة عشرات آلاف الأعضاء أو المؤيّدين في الاجتماع السنوي للاتحاد القريب من الإخوان المسلمين، تبدو الأجواء مألوفة وذلك على الرغم من الإجراءات الأمنية ومن تحذيرات وزارة الداخلية من أيّ تصريحات تحضّ على الكراهية أو أيّ انتهاك للقانون حول النقاب المحظور في فرنسا· وتعيش في فرنسا أكبر جالية إسلامية في أوروبا تضمّ أكثر من 4 ملايين شخص· واعتبر ستّة خطباء دعاهم اتحاد المنظّمات الإسلامية من بينهم الداعية القطري يوسف القرضاوي، أشخاصا غير مرغوب بهم في فرنسا· وأعربت السلطات عن أسفها لحضور المفكّر السويسري المصري الأصل طارق رمضان· وخلال مراسم الافتتاح لم تشاهد سوى امرأة واحدة منقّبة داخل المبنى الذي يعتبر أملاكا خاصّة ولو أن أكشاك الملابس النّسائية كانت تعرض ثيابا سوداء محافظة· وقال وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان لإذاعة (إوروبا-1) إن السلطات (ستتابع بدقّة) تجمّع اتحاد المنظّمات الإسلامية في فرنسا القريب من الإخوان المسلمين، والذي تتّهمه السلطات بأنه على علاقة مع دعاة أصوليين، وأضاف: (نحن مهتمّون جدّا بمتابعة احترام بنود القانون الجمهوري، وقد يكون هناك مثلا نساء منقّبات وهذا مخالف للقانون في مكان عام والشرطة ستتدخّل في هذه الحالة)· وافتتح رئيس الاتحاد أحمد جاب اللّه المؤتمر بالتشديد على (جراح) المسلمين (المصدومين) بخطب المسؤولين السياسيين، وقال: (لا نطالب بحقّ في الاختلاف، بل بحقّ في عدم الاختلاف)· وأضاف جاب اللّه أنه (فوجئ) بالاتّهامات التي وجّهت إلى عدد من الدعاة الذين منعوا من القدوم إلى المؤتمر، مؤكّدا أن هؤلاء يتبنّون (بشكل عامّ) خطابا معتدلا، وتابع أن هؤلاء لم يدلوا يوما بتصريحات معادية للسامية لكنهم دافعوا عن حقوق الفلسطينيين في أن يكونوا مستقلّين، وأكّد أن (المسلمين يشعرون بأنهم مجروحون ومصدومون كما في كلّ حملة انتخابية)· وكم يتمنّى مسلمو فرنسا عموما والجزائريون بوجه خاص أن يتركهم مرشّحو الرئاسيات الفرنسية وخاصّة (ساركو) وشأنهم، ولا يُقحمونهم في حروبهم القذرة·