يواصل أكثر من 160 عامل بمشروع خط الميترو الرابط ما بين ساحة الشهداء والبريد المركزي إضرابهم المفتوح لليوم الثامن على التوالي احتجاجا على سياسة التهميش والظلم التي يتعرضون لها من طرف إدارة المؤسسة الأجنبية المكلفة بالإنجاز (جيماك)· أعرب ممثل عمال مشروع الميترو عن استيائه الكبير من المعاملة السيئة التي يتلقاها العمال من طرف الإدارة المسيرة لهذا المشروع، والتي دفعتهم إلى إعلان حالة العصيان والإضراب المفتوح بغرض المطالبة بحقوق مهضومة منذ بداية هذا المشروع الذي خلف الكثير من الضحايا حتى قبل إنجازه·· أعداد لا تحصى من العمال الذين تعرضوا إلى حوادث أثناء عملهم بسبب الظروف السيئة التي يعملون بها، فعند تنقلنا إلى موقع الأشغال وتحدثنا مع العديد من العمال الذين تجمعوا أمام الورشة، كشفوا لنا عن العديد من المخاطر التي يتعرضون لها من خلال عملهم تحت عمق أكثر من 38 مترا تحت الأرض، وانعدم الحماية اللازمة، فحياة هؤلاء العمال أشبه بالجحيم، لا يمكن لأي منا تصورها، ولكن تقبلوها واحتملوا كل الصعاب من أجل الظفر ببعض الدنانير على حساب أرواحهم، في حين أنهم يقولون أن العمال الأجانب الذي ينشطون معهم يتقاضون أجورا مضاعفة دون التعرض لكل هذه المخاطر وهذا ما أثار سخطهم، إلا أن القطرة التي أفاضت الكأس هو عدم تقاضيهم لرواتبهم كاملة في بعض الأحيان، فالراتب يعرف تذبذبا واضحا في كل شهر، وحسب كشف الراتب لأحد العمال والذي اطلعنا عليه لا يبدو فيه أي بيانات واضحة مما يدعو إلى الريبة والشك· 12 ساعة عمل بدون راحة عبر بعض العمال الذين التقينا بهم أمام الجزء الخاص بالأشغال بساحة الشهداء، عن غضبهم الشديد من حالة الاستعباد والاستغلال التي يتخبطون فيها منذ بداية إنجاز هذا المشروع، فهم لا يملكون أدنى الحقوق، فحتى عقود العمل لا تزيد عن ثلاثة أشهر وخلالها يتعرض العامل لأبشع استغلال ويواجهون الموت تحت الأرض بعيدا عن الأعين، فالمسؤولون على المشروع لا ينزلون إلى داخل المشروع إلا من خلال إجراء مراقبة سريعة، أما العمال فهو يداومون العمل ل12 ساعة يوميا، والعمل لا يتوقف لا ليلا ولا نهارا، فهم يعملون أسبوع في فترة الصباح ثم يستريحون نصف يوم ثم يعاودون العمل في الفترة الليلة من بداية الأسبوع الثاني وهكذا دواليك·· وحتى علاوات الخطر ومنح أخرى محرومون منها ولم تصل إلى رواتبهم رغم كل المخاطر التي تحيط بهم من كل ناحية، فكان هذا الإضراب بعد سلسة المطالب المعروفة إلى الإدارة المسيرة للمشروع والى نقابة العمال ومفتشية العمل هذه الأخيرة التي لم تلتفت إلى مطالب العمال بل وحسب ممثل العمال فإن ممثل مفتشية العمل هدد بمقاضاتهم لإلزامهم بالعمل رغم أن مطالبهم مشروعة والتي من أهمها التقليل من ساعات العمل والزيادة في أجور العمال ومدة العقود مع الاستفادة من مختلف المنح والعلاوات، وبعد أكثر من أسبوع ظهرت الإدارة للتفاوض مع العمال رغم أن ردها الأول كان بإلزام العمال للرجوع إلى العمل وإلا فإن الطرد والتسريح ينتظرهم، فبالنسبة إلى منح وعلاوات العمل وعدد العمال بنسب معينة غير محددة للاستفادة منها مع زيادة في الأجر الساعي بنسبة 60 بالمائة، إلا أن مدة العقد ستبقى كما هي ثلاثة أشهر·· والعمال يتوعدون بمواصلة الإضراب وشل أجزاء المشروع إلى غاية الحصول على أبسط حقوقهم المنتهكة علنا دون تدخل السلطات الوصية، فهؤلاء العمال البسطاء الآتين من مختلف المناطق من تيارت إلى المدية والبليدة والبعض منهم من ضحايا الإرهاب، يوجهون نداء استغاثة إلى وزارة العمل والقاضي الأول في البلاد بعد أن ضاقت بهم السبل وعزف عن إعانتهم المعنيون·