استفادت رابطة وقاية وحماية الشبيبة والطفولة لولاية تيزي وزو من مشروع يعد الأول من نوعه على مستولى الولاية و يتعلق الأمر ب " لا مركزية العملية الوقائية والتكفل لمرافقة جوارية في المجال الاجتماعي والنفسي ". وذلك بخلق خلايا استماع و متابعة نفسية يتم زرعها عبر البلديات والمناطق ذات الكثافة السكانية المعتبرة، وفي هذا الإطار تلقت ذات الجمعية دعما ماليا قدم لها من طرف المفوضية الأوروبية التي تبنت المشروع، هذا الأخير الذي شرع في العمل على تنفيذه في الميدان منذ بداية شهر ماي من السنة الجارية ، وحددت الفترة الزمنية القصوى لتنفيذ محتوى المشروع بما لا يزيد عن 18 شهرا، وذلك في ظل انعدام المشاكل والعراقيل الميدانية التي من شانها تأخير العملية المذكورة. واستنادا لتقرير صدر عن رابطة وقاية وحماية الشبيبة ، فان المشروع سيشمل 5 بلديات من مجموع 67 بلدية تحصيها تيزي وزو منها بني دوالة – ايمسوحال – بوزقان – ايليلتن وكذا قرية جمعة سحاريج ببلدية مقلع، وكذا تيزي غنيف التي أضيفت بعد تصنيفها كمنطقة في حاجة لمثل هذه الخلية. كما حدد نفس التقرير الهدف من العملية والمتمثل في التنمية الاجتماعية لسكان منطقة القبائل من خلال لا مركزية العملية الوقائية بالشراكة مع الهيئات المحلية، الجمعيات الاجتماعية والخيرية، لجان القرى والهيئات والمنشات الشبابية والترفيهية المؤهلة لاستيعاب مثل هذه الأنشطة المبرمجة في المشروع الذي ينتظر منه الكثير وفقا للأهداف والمبادئ المسطرة له، بالإضافة لمراكز التكوين المهني. و قد امتد المشروع ليشمل الاستنجاد بالمؤسسات التربوية و المرافق الصحية العمومية. وينتظر أن يستهدف ذات المشروع تلاميذ مختلف الأطوار و متربصي مراكز التكوين المهني ومرتادي دور ونوادي الشباب، دون استثناء الأشخاص الذين هم في حاجة لمساعدة نفسية و قانونية، هذا وتتضمن الخدمات المقدمة من طرف الأخصائيين النفسانيين والمستشارين القانونيين حملات توعوية و تحسيسية حول تفشي الآفات الاجتماعية الخطيرة على غرار الإدمان والعنف مع التطرق إلى عامل النظافة الصحية والتربية الجنسية و كذا الحقوق المدنية و قانون الأسرة. و قصد تسهيل العملية ، تم إنشاء خلايا على مستوى البلديات المذكورة لهدف توفير خدمة الإصغاء والمرافقة إلى جانب التكفل النفسي والقانوني والتوجيه عند الضرورة إلى مركز " معلم لوهي " الذي وضعته الرابطة الولائية لحماية الشبيبة والطفولة لتيزي وزو في خدمة المواطنين منذ سنة 2004 . وقد تلقت هذه العملية تجاوبا مشجعا على المواقع من خلال الإرادة المعلنة من طرف الشركاء الذين سخروا مختلف الإمكانيات التي وضعت تحت تصرف المتدخلين الاجتماعيين للرابطة لضمان السير الحسن لهذا المشروع. هذا وقد رحب سكان المناطق التي مستها العملية بوجود و خلق مثل هذه الخلايا التي ينتظر و بالاستناد لما تعد به الجهات المعنية بتنفيذه، ان تضع حدا أو تخفف من حدة الآفات المنتشرة في المجتمع والتي باتت كالأمراض المستعصية المستحيل استئصالها بعد انتشارها وتعذر محاصرة نطاقها، واخطر ظاهرة أصبح تهديدها خطرا محدقا على العائلات هو انتشار ظاهرة الإقبال على الموت الإرادي، والانتحار بوسائل و طرق بشعة، وهي الظاهرة التي تفشت وبدرجة تدعو لدق ناقوس الخطر، لانتشارها بين مختلف الفئات، العمرية والجنسية والوضعيات الصحية و لعل آخر حادثة اهتزت لها الولاية بأكملها حتى لا نحصرها في قرية الضحية، وهي إقدام طفل لم يتجاوز سنته ال11 على شنق نفسه، رغم انه من أنجب تلاميذ مدرسته، حيث رحل تاركا وراءه جملة من التساؤلات التي لن يكون لها جواب في المستقبل، لأنه رحل و معه السر الذي دفعه لوضع حد لحياته بطريقة ربما أراد تجريبها بدافع الفضول لا غير .