شرعت مديرية النشاط الاجتماعي بولاية تيزي وزو، مؤخرا، في إعداد برنامج خاص يهدف إلى التكفل الأمثل بشريحة المتشردين والمتسولين عبر جميع بلديات الولاية ال 67، مع التركيز أكثر على التجمعات السكانية الحضرية ومن أجل إنجاح هذه العملية، شرعت ذات المصالح في إجراء إحصاء شامل للمتشردين بتأطير من طرف أخصائيين نفسانيين وآخرين في علم الإجتماع لدراسة الوضعية الإجتماعية الحقيقية للمسجلين، إلى جانب مستشارين قانونيين يعملون على وضع مخطط لتطبيق هذا البرنامج العام. وحسبما علمته “الفجر” من مصادر مسؤولة بمديرية النشاط الإجتماعي بتيزي وزو، فإنه تم الشروع في تشكيل فرق مختصة تعمل على تنظيف الشوارع على مستوى عديد المناطق بالولاية في الفترات الليلية، حيث يتوافد المتشردون بكثرة.. على أن يتم فيما بعد تحويلهم إلى مركز بوخالفة للتكفل بهم وإنقاذهم من خطر الشارع الذي لا يرحم. وحسب ذات المصادر فإن هذه العملية تعد الخطوة الأولى التي ترتكز، في بداية الأمر، على المناطق القريبة من مقر الولاية، على أن يعمم برنامج العملية ليمس جميع بلديات الولاية مع نهاية السنة الجارية. وحسب الأرقام المتحصل عليها من المديرية فإنه تم الشروع، منذ سنة 2008، في إحصاء شامل مس المتشردين المتواجدين بأكبر حي قصديري بالرحاحلية على بعد5 كلم عن مدينة تيزي وزو، سعيا لحماية الأطفال و المراهقين من الإنحراف ومختلف الآفات الاجتماعية، مع توجيههم إلى عالم التكوين والتشغيل. وحسب الإحصائيات التي أسفرت عنها الخرجات الميدانية لفرق مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية، فقد تم تسجيل 82 متشرد من بينهم 58 أنثى و24 ذكرا موزعين حسب الجنس وفئات الأعمار وكذا المناطق التي ينحدرون منها، مع إحصاء 51 من فئة الشباب منهم 38 انثى و13 ذكرا، إلى جانب 14مسنا، منهم 7نساء و7رجال. وأما عن مناطق انحدار هؤلاء المتسولين فتم تسجيل 37 منهم من منطقة رحاحلية و29 من خارج حدود ولاية تيزي وزو، و16 شخصا آخر قدموا من مختلف جهات الولاية، بما في ذلك المناطق الريفية النائية. ولتفادي انزلاقات من طرف هؤلاء المتشردين، تم فتح خلية إصغاء لطرح مختلف انشغالاتهم ومشاكلهم، مع محاولة مسؤولي مديرية النشاط الاجتماعي مساعدتهم.. حيث كانت الدراسة الميدانية التي باشرتها ذات المصالح قد أسفرت على أن الأشخاص 37 الذين تم إحصاؤهم، والمنحدرون من منطقة رحاحلية لديهم 100 شخص للتكفل بهم. أما الأشخاص البالغ عددهم 29 القادمون من الولايات المختلفة للوطن فوراءهم 67 فردا للتكفل بهم. من جهتهم النازحون من أرياف الولاية وقراها للتسول في عاصمة الولاية فلديهم 111شخصا للرعاية والتكفل بهم. كما أن الدراسة، في مرحلتها الأولى، قد حللت أوضاع المتسولين و المتشردين الذين اكتسحوا الشوارع والساحات العمومية والأسواق الشعبية بهدف كسب الأموال لاقتناء قوت يومهم والتمكن من تغطية نفقات أفراد عائلاتهم، وذلك من الجانبين الإجتماعي و العائلي.. أين تم التوصل إلى أن 25 شخصا هم متزوجون،02 آخرين أقدما على إعادة الزواج، إلى جانب 14 أرملة و8 مطلقات، و05 أشخاص بدون مسكن معين. كما تم تسجيل كذلك 5 أمهات عازبات، بالإضافة إلى إحصاء 11 يتيما تم التكفل بهم على مستوي مركز بوخالفة للطفولة المسعفة، وإحصاء05 آخرين تم التخلي عنهم، وطفل واحد مجهول الأبوين. كما أشارت الدراسة إلى تسجيل 28 شخصا يعاني من أمراض مزمنة وخطيرة، بالإضافة إلى 25 معاقا جسديا وذهنيا. وتسعى مديرية الشؤون الاجتماعية لولاية تيزي وزو، في إطار برنامجها الهادف إلى التكفل بفئة المتشردين خلال هذه السنة، إلى تخصيص مركز من شأنه العمل على استقبال الأشخاص عديمي المأوى للحد من ظاهرة التشرد والتسول المستفحلة بشكل ملفت للإنتباه بولاية تيزي وزو.