أصبح العديد من المواطنين في الفترة الأخيرة يركزون كثيرا في أعمالهم على التكنولوجيات الحديثة كالأنترنت، وبفعل هذا التطور التكنولوجي الكبير، بات كل واحد منا يملك مختلف الأجهزة الإلكترونية الحديثة، على غرار آخر الماركات العالمية والمتطورة من الهواتف النقالة، وبفعل هذا التطور الكبير أصبح أغلب الجزائريين يقتنون مستلزمات عائلاتهم وأبنائهم باستعمال التكنولوجيا الحديثة، من خلال كاميرات الهواتف النقالة، حيث يقوم هؤلاء بالتقاط صور للسلع التي يرغبون في اقتنائها لأحد أفراد العائلة، ومن ثم أخذ الصورة إليه، إذ بعد ذلك يعود الخيار له، فإن أعجبته تلك السلعة، يقومون بعد ذلك باقتنائها له، هذا كله دون أن يتكبد عناء التنقل إلى ذلك المحل أو إلى السوق· وهي الخطوة التي جعلت أغلب المحلات التجارية تعرف تراجعا كبيرا في عدد الزبائن المقبلين عليها، مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة تلك التي تبيع الألبسة الجاهزة ومحلات الأفرشة وتجهيزات العرائس· ولعل هذا الأمر بدأ يعرف رواجا كبيرا بين المواطنين بسبب عدم إيجاد الوقت المناسب للتسوق نظرا للانشغالات اليومية لهم، وارتباطهم بالعمل، وكذا المسؤوليات الكثيرة التي تنتظرهم بالبيوت، وعليه فقد حل الجزائريون مشكلة انشغالهم عن عملية التسوق باستعمال كاميرات الهواتف المحمولة، فمن لم يتمكن من زيارة السوق يكلف صديقه أو قريبه، أو أحد أفراد عائلته بتصوير ما يريده حتى يقتنيه فيما بعد إذا نال إعجابه· غير أن أصحاب المحلات يتذمرون كثيرا من هذه التصرفات، حيث لا يحبذ العديد منهم تصوير سلعهم، خوفا من سرقة تصاميمهم، وبالتالي تقليدها وإخراجها للسوق بأسعار منخفضة، وهو ما يتسبب ربما في كساد بضاعتهم، وبالتالي في خسارتهم لمبالغ مالية كبيرة· ومن خلال الحديث مع بعض أصحاب المحلات بالمركز التجاري لباش جراح لمسنا مدى تذمرهم واستيائهم من الوضع، إذ يقول الشاب محمد وهو صاحب محل لبيع الملابس النسائية، إن الكثير من أصحاب المحلات، وهو واحد منهم، يرفضون رفضا تاما تصوير منتجاتهم، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالملابس، وهذا ليس إلا خوفا من سرقة التصاميم، خصوصا بعدما اهتدت أغلب الفتيات إلى فكرة تجريب الألبسة والتصور بها، ومن ثم عرض هذا التصميم أو ذاك على أحد الخياطات، وهو ما يمكنها من الحصول على فستان مماثل وبسعر منخفض نوعا ما عن سعره بالمحلات التجارية· من جهته يضيف سمير، وهو صاحب محل لبيع وكراء فساتين السهرة، أنه يحرص جدا على عدم أخذ أي صورة داخل محلهن لدرجة أنه أصبح يمنع أي زبونة كانت، من إدخال حقيبة يدها معها إلى غرفة تجريب الثياب، وذلك للحد من هذه الظاهرة الجديدة التي استفحلت في أوساط الزبائن والمتسوقين· وفي هذا السياق تقول السيدة سعاد، إن فكرة التصوير خلصت الكثير من المواطنين من مشكلة الزيارات المتكررة للأسواق، خاصة إذا كانت لهم بنات متطلبات ولا يعجبهن العجب، مثلما تعانيه هي مع ابنتها التي لم تجد الوقت المناسب لاختيار فستان لحفل خطوبتها نظرا لارتباطها بالدراسة، لتضيف أنها وجدت الحل البديل في تصوير الفساتين المعروضة لتتمكن ابنتها من اقتناء الثوب المناسب لحفلها، هذا ما جنبها الازدحام وتضييع الوقت في التجول بين الأسواق والمحلات لإيجاد واختيار الثوب المناسب· ويبقى الجدل قائما بين أصحاب المحلات والزبائن، حول عملية تصوير السلع، فالباعة من جهة يرفضون الفكرة رفضا قاطعا، مما تسبب لهم في الوقوع في مشاكل مع زبائنهم، ومن جهة أخرى يرفض الزبائن التفريط فيها، لأنها مكنتهم من التسوق دون تكبد عناء التنقل والحيرة فيما سيشترون·