عمليات السطو الواقعة هنا وهناك والتي نسمع عنها في كل مرة غيرت من ذهنيات المواطنين وجعلتهم أكثر حذر وحيطة لتفادي تلك العمليات خاصة وأنها لم تعد تسجل في الأحياء الشعبية بل حتى بالأحياء الراقية مما أدى بالكل إلى التصدي لتلك المحاولات عن طريق مضاعفة الأبواب، بحيث بات الكل يعتمد على باب خشبي وآخر حديدي إلى جانب الحواجز الحديدية التي صارت تقابلنا بنوافذ العمارات، ولم يعد الأمر مقتصرا على من يسكن في الأسفل بل حتى من هم في أعلى الطوابق، إضافة إلى الحضور الضروري للأعين السحرية المثبتة بالأبواب لمعرفة هوية الطارقين بالباب الخارجي· وهو ما لم تعهده الجزائر بالأمس القريب، ولعل كثرة الإجرام وعمليات السرقة أدت بالعائلات إلى اتخاذ كل تلك الإجراءات الضرورية لحفظ أمنها وسلامة أرواحها وممتلكاتها في الوقت الحالي، مع ظهور عصابات تخصصت في سرقة المنازل خاصة على مستوى الأحياء الراقية التي تشهد سكونا وهدوئا على مر الوقت مما يمهّد الطريق لاستكمال تلك العمليات، بحيث نجد إجراءات الوقاية من حوادث السرقة تكثر أكثر على مستوى تلك الأحياء على غرار الحواجز الحديدية التي باتت تملأ العمارات إلى جانب ازدواجية الأبواب الخشبية والحديدية دون أن ننسى ضرورة حضور العيون السحرية لمعرفة الأشخاص الطارقين على الباب قبل فتحه· اقتربنا من بعض الأحياء لرصد الوضع أكثر وتقربنا من حي عدل ببئر توتة الذي يعد من بين الأحياء الراقية، وعلى الرغم من قلة الاعتداءات هناك إلا أن الكل اتخذوا احتياطاتهم بالاهتداء إلى تلك الحواجز التي ملأت العمارات خوفا من التعرض إلى أية عملية وليس الحي وحده الذي كثرت فيه تلك المشاهد، بل نجد الكثير من الأحياء القديمة والجديدة من سارت على ذلك الدرب· اقتربنا من بعض المواطنين الذين بينوا أن الوقت الحالي يفرض التصدي لتلك السرقات عن طريق التكثيف من إجراءات الأمن والوقاية خاصة وأن بيوت المواطنين صارت مستهدفة من طرف تلك العصابات المافيوية، وأشار السيد عزيز أنه لا يجرؤ على ترك بيته وغلقه نهائيا بل يتكفل أحد أفراد العائلة بالمكوث بداخله خوفا من التعرض إلى عملية سرقة الممتلكات التي يحوزها بالبيت ويتعمد ذلك على الرغم من الاحتياطات الوقائية التي يلتزم بها على غرار الحواجز الحديدية التي تحيط بكافة النوافذ خاصة وأنه يقطن في الطابق الثاني، إضافة إلى الباب الحديدي الضخم باعتباره المدخل الرئيسي للمنزل، وقال إنه يوصي دوما أفراد عائلته بعدم فتح الباب لكل من هب ودب خاصة هؤلاء المشكوك في أمرهم على غرار طالبي الخبز اليابس والمتسولين الذين من الممكن جدا أن تستعملهم بعض العصابات من أجل الوصول إلى مرادها في السطو على المنازل· نفس ما راحت إليه سيدة أخرى التي قالت إن مراقبة الطارق بالباب عبر العين السحرية هو أمر مؤكد ووارد قبل فتحها الباب، خاصة وأن عمليات السرقة التي قد تنتهي بالاعتداء على أصحاب البيت جعلت الكل يحفظون الدرس ويعيدون حساباتهم في كيفية استقبال الطارقين على أبواب المنازل·