أخلط غلاء أسعار البطاطا الحسابات على كامل الأسر التي أجبرت على تغيير نمط أطباقها مع الغياب المؤكد لتلك المادة التي استمرت أسعارها على نفس الوتيرة ما يقارب الثلاثة أشهر، مما أدى إلى دهشة الكل خاصة وأن وتيرة الارتفاع استغرقت وقتا طويلا أجبرت الأسر على دخول عراك تلك الأسعار الملتهبة، مما أدى بها إلى المسارعة في اتخاذ بعض الحلول بغية تحقيق التوازن وتقليص نفقات المواد الاستهلاكية· بحيث ألغيت البطاطا نهائيا من أطباق أغلب الأسر الجزائرية بعد أن وصلت إلى حدود 120 دينار، واستبدلها البعض بالخضر الموسمية على غرار البزلاء والفول وهما النوعان اللذان عرضا بأسعار معقولة، إلى جانب الخرشوف والسلق وكل الخضر النباتية الأخرى التي وفرتها المحلات بأثمان معقولة مما أدى إلى فرار المواطنين إليها لتنسيهم هم وغم البطاطا التي لفحت أسعارها جيوبهم في هذه الأيام· اقتربنا من بعض الأسواق لرصد الأجواء عن قرب خاصة مع اللهيب الأخير الذي مس أغلب أنواع الخضر، أما الفواكه فحدث ولا حرج بحيث وصل الموز إلى حدود 200 و220 دينار، التفاح 160 دينار، البرتقال 170 دينار، وإن اعتاد الزبائن على ذلك الارتفاع الذي يمس الفواكه منذ وقت طويل فإن الخضر صنعت الحدث وأصبحت حديث العام والخاص وانعدمت قدرة المواطنين على ملء قففهم التي بدت خاوية في الفترة الأخيرة، في حين ملوا من المعجنات والبقوليات التي ليست بالبخسة هي الأخرى· بسوق بئر خادم شدنا مظهر الزبائن وهم يحومون حول طاولات البيع بأكياسهم الخاوية واحتاروا في كيفية ملئها بالنظر إلى تلك الأسعار التي لا تخدم الجميع فالطماطم هي الأخرى ارتفعت إلى140 و160 دينار جزائري، البطاطا ب 100 دينار، الباذنجان ب100 دينار، السلطة 80 دينار، الجزر50 دينار····وفي خضم تلك الأجواء والأسعار الملتهبة اقتربنا من بعض المواطنين الذين أبانوا غيظهم من تلك الأسعار الملتهبة، منهم إحدى السيدات التي قالت إنها تحتار في اختيار الوجبات لأسرتها خاصة مع أسعار الخضر التي ارتفعت كثيرا، مما أدى إلى ميلها للخضر الموسمية كالفول والبزلاء وكذلك الخرشوف وعوضت غياب البطاطا بتلك السلع التي بدت أسعارها أرحم بكثير· نفس ما راح إليه أحد المواطنين الذي قال إن الأسعار هي في لهيب مستمر مما أدى إلى عدم قدرة الكل على تحمل هذه الوضعية، ورأى أن جلبه لدجاجة هو أحسن بكثير من جلبه للخضر وهي على تلك الأسعار لاسيما وأن تنويعها يتطلب أكثر من 1000 دينار، لذلك فر إلى الدجاج الذي تساويه الخضر في المرتبة من حيث الأسعار في هذه الأيام· وما لاحظناه أيضا أن هناك من المواطنين من راحوا إلى جلب البطاطا بالغرامات والحبات، بحيث ونحن هناك لم تتأخر إحدى الزبونات على طلب ما قيمته 30 دينارا من البطاطا لكي لا يتعدى عدد الحبات ثلاث حبات وضعتها السيدة في الكيس وفرت لاسيما وأن هناك من الأطباق من تستلزم حضور تلك المادة خاصة وأنها تستمد منها نكهتها، فيمار راح مواطنون آخرون إلى خلق طوابير طويلة بجانب العربات المتنقلة التي تعرض البطاطا بأقل ثمن، ما شدنا بنواحي المدنية أين اصطف المواطنون في طابور طويل لاقتناء البطاطا بعد أن عرضها البائع ب 70 دينار رأفة بالمواطنين ولم تعد الكمية المجلوبة في غالب الأحيان تتعدى الكيلوغرامين في ظل تلك الأسعار الملتهبة·