طالبت القوى والأحزاب والجماعات الإسلامية المصرية بإقالة المفتي علي جمعة بسبب زيارته لمدينة القدس والمسجد الأقصى بموافقة الكيان الصهيوني وتحت حراسة جنود الاحتلال ما يُعدُّ ترسيخا لهذا الواقع، ومخالفة لاتفاق العلماء· وقد أصدر ائتلاف القوى الإسلامية و83 عالما بيانا اتهم مفتي مصر علي جمعه بأنه (كثرت شذوذاته وتعددت مخالفاته)، وطالبه بالاعتذار إلى الأمة الإسلامية فوراً بعد مساءلته فى مجلس الشعب، واصفا تلك الزيارة بأنها (خطبٌ جلل)، وخبر صدم مشاعر المسلمين ووقع كالصاعقة عليهم، كما أنها جاءت في وقت يلقى فيه أهل غزة المذابح والحصار ويلقى أهل القدس النفي والإبعاد، وفقا لموقع (اليوم السابع)· وشدد البيان على إسلامية القضية الفلسطينية، وأن الحرب الدائرة هناك هي حرب عقائدية تمدها أحقادٌ تاريخية، وأن التنازل عن مقدسات المسلمين خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن المسلمين أجمعوا على أن تحرير فلسطين، إنما يكون بجهاد اليهود الغاصبين، وأن كل تصرف يُقرُّ اليهودَ على الأرض أو يتنازل عن الحق فهو باطلٌ شرعاً· وأكد على إجماع علماء المسلمين على رفض التطبيع مع الكيان الصهيونى المحتل ومقاطعته، واتفاق علماء الأزهر الشريف مع الهيئات العلمية الشرعية ودوائر الإفتاء الرسمية والأهلية على الامتناع عن زيارة الأقصى الشريف أو السفر إليه لما يتضمنه ذلك -بالنظر إلى واقعنا المعاصر اليوم- من إقرارٍ بمعاهدات باطلة، أو شبهة إقرار ليد اليهود الغاصبة، لا سيما إذا كانت هذه الزيارات ذات طابع سياسي أو ديني· وأكد البيان أن مخالفة هذا الحكم المستقر لدى جهات الإفتاء الرسمية كافة لا يُقبل من آحاد الناس اليوم، فضلاً عن رأس دار الإفتاء المصرية ولا تجدي فيه أعذارٌ واهية، وقد صرحت الإذاعة العامة الإسرائيلية بأن الزيارة تمت بالتنسيق مع وزارة الدفاع الإسرائيلية وتحت حراسة أمنية إسرائيلية· ووقع على البيان كلٌّ من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ومجلس شورى العلماء وجماعة الدعوة السلفية وجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الاسلامية وجماعة أنصار السنة المحمدية ورابطة أهل السنة وائتلاف دعاة الأزهر وائتلاف أبناء الأزهر الشريف وائتلاف الشباب الإسلامي والجبهة السلفية ومجلس أمناء الثورة واللجنة التنسيقية لجماهير الثورة وائتلاف مصر الثورة وتحالف ثوار مصر والاتحاد العالمي لعلماء الأزهر الشريف· كما وقع على البيان أحزاب الحرية والعدالة والنور والوسط والأصالة والإصلاح والبناء والتنمية، بالإضافة إلى 83 عالماً وشخصية إسلامية ينتمون لجميع التيارات، أبرزهم الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد والدكتور صلاح سلطان والدكتور جمال عبد الهادي والدكتور عبد الرحمن البر والدكتور جمال المراكبي والدكتور محمد عبد المقصود وطارق الزمر وياسر برهامي ومحمد إسماعيل المقدم والشيخ السيد عسكر والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ محمد حسان وخيرت الشاطر· من جهته، أعدَّ اتحاد الكتاب المصريين مشروع قرار يقضي بفصل مفتي مصر الدكتور علي جمعة من عضوية الاتحاد، وذلك لمخالفته قرار حظر السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينيةالمحتلة والتطبيع مع الكيان الصهيوني· وقرر مجلس إدارة اتحاد الكتاب المصريين عقد اجتماع طارئ اليوم الإثنين لإعلان قراره بفصل المفتي الذي زار الأربعاء الماضي بشكل مفاجئ المسجدَ الأقصى في القدسالشرقية، وقال: إنه فعل ذلك بقرار شخصي· لكن الزيارة أثارت ردود فعل غاضبة على كافة المستويات في مصر في ظل مطالب متصاعدة بعزله من منصب الإفتاء الذي كان قد عُيِّن فيه بقرار من الرئيس المخلوع حسني مبارك· وقال عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب المصريين صلاح الراوي: إن هيئة مكتب الاتحاد عقدت مساء الخميس الماضي اجتماعًا طارئًا للبحث في الأمر، وأعدَّت مشروع قرار فصل الدكتور علي جمعة من عضوية الاتحاد، مشدِّدًا على أن (فصل أي عضو يقوم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني هو أمرٌ أقرته الجمعية العمومية للاتحاد وينبغي تفعيله كلما اقتضت الضرورة، واستبعد أن يختلف أعضاء مجلس إدارة الاتحاد حول هذا الأمر)· وسبق لاتحاد الكتاب المصريين أن اتخذ قبل عدة سنوات قرارًا بفصل الكاتب علي سالم من عضويته للسبب نفسه، إلا أنه لجأ إلى القضاء وحصل على حكم بإلغاء ذلك القرار· وأضاف الراوي أن تصريح الدكتور علي جمعة بأنه زار القدسالمحتلة بمبادرة شخصية يجعل فصله من عضوية الاتحاد أمرًا حتميًّا ولا مجال لمناقشته، فهو لم يكن في مهمة رسمية يؤديها مضطرًّا، وشدد على أن فصل الدكتور علي جمعة بات أمرًا ضروريًّا لخروجه على إجماع المصريين على عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني بأية صورة من الصور·