عرفت الساحة الفنية الجزائرية بروز العديد من الطبوع الغنائية الحديثة التي تتماشى وأفكار الجيل الحالي مثال ذلك الأغنية الجماهيرية التي أصبحت تحظى بقاعدة شعبية كبيرة حتى بين فئات الجنس اللطيف· لطالما ارتبطت الأغنية الجماهيرية بالنشاطات الرياضية تحديدا كرة القدم، حيث يعبر من خلالها الشباب عن ميولهم وطريقة تشجيعهم لأنديتهم المفضلة على المستوى المحلي، فبروز المنتخب الوطني في التحديات القارية والدولية كمشاركته في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ساعد كثيرا في انتشار هذا النوع الغنائي الذي ترك بصمة واضحة نظرا لإيقاعه الخفيف وكلماته البسيطة بعد أن كان هذا الطابع يعنى بالحديث عن الأمور الرياضية بشكل كبير تعدى ذلك ليشمل مواضيع سياسية، اقتصادية واجتماعية فأصبح منبرا يسمح للفئات الشابة بإسماع ما يختلج بصدورهم من أفكار وهموم مكبوتة تحكي مرارة الوضع المعيشي، حال الشباب وضياعه بين ثنائي (الحفرة) والفساد، دون أن ننسى قضية (الحرفة) التي تعد نقطة اشتراك وتلاقي مختلف المجموعات الغنائية وهذا ما يبرر تسميات هذه الأخيرة، فنجد مجموعة ميلانو، نابولي، ليبرتا، دورتموند··· الخ فهي تعبر عن هوية أوروبية محضة من خلال مدن تبقى حلما يراودهم وهدفا يصبون لتحقيقه وعيش واقعه يوما ما، فهل لازال هذا المجال محتكرا من طرف الذكور فقط؟ إن امتزاج مفاهيم المساواة بين الجنسيين لم يترك لنا مساحة لضرورة الفصل في بعض المواضيع، حيث أصبح العنصر النسوي يرى في النشاطات الرجالية تحديا يجب دخول غماره وكسب رهانه بالرغم من خصوصية كل جنس، مثال ذلك مجموعة (امبريلا) المكونة من الشابتين (سارة وحنان) اللتين خاضتا تجربة الأغنية الجماهيرية، حيث تطرحان مواضيع تتعلق بالأمور والانكسارات العاطفية التي تتعرض لها الفتاة بشكل عام، فبمجرد سماع اسم المجموعة يتبادر لذهننا طبيعة المرأة المقترنة بمشاعر التأثر والبكاء· هذه المغامرة استهوت وشجعت أخريات لوضع بصمتهن في هذا المجال، حيث لفت انتباهنا مرور فتاتين في المرحلة الأساسية من الدراسة حاولتا كتابة كلمات وإيجاد الألحان والإيقاع المناسب لها· فهل أصبح كل تعبير إنشائي مسودة أغنية يدخلن بها استوديوهات الثقافة عندنا؟ ومنذ متى أصبحت بناتنا وأخواتنا مسترجلات يضربن بخصوصية العادات الجزائرية عرض الحائط؟ بالرغم من أننا نعمل دائما على تشجيع طاقات ومواهب أبنائنا وبناتنا إلا أنه لا يجب علينا إغفال طبيعة كل جنس بل ينبغي توجيه كل طرف حسب ما يلائم تركيبته، فالأجدر بالفتيات أن يبرزن تلك القدرات في مجالات أنثوية ويدْعن عالم الصخب والاندفاع لذكور منحهم المجتمع أولوية الانفراد به·