قال أعضاء فرقة ''تفراولة'' التي تضمّ كلاّ من الفنان بلعيد وإيدير وعمر، لدى نزولهم عشية أول أمس ضيوفا على ''الخبر''، أنهم يتأهّبون حاليا لإطلاق ألبوم غنائي جديد، سيضمّ عشر أغان تندرج ضمن طبوع غنائية مختلفة، يسعون من خلالها إلى معالجة مواضيع متباينة، رغم منطق الإقصاء والتهميش المفروض عليهم من قبل التلفزيون الجزائري. كشف عمر تفراولة عن ألبوم غنائي جديد يضمّ 10 أغان، منها ''أشوغر؟'' التي فضّلوا عنونة العمل بها، إلى جانب كل من ''أمداويغ''، ''أوالن''، ''أبحري''، ''تمغرا''، ''إيّاو إيّاو أيرّاش'' وغيرها. مشيرا في سياق ذي صلة، إلى المهرجانات الفنية التي أعادت الفرقة هذه السنة بقوة إلى الواجهة، ''بعد سنوات الغياب القسري الذي فرضه علينا منطق الإعلام المرئي، في أعقاب السنوات القليلة الماضية، فنحن نراهن كثيرا على ردّ فعل الجمهور والتواصل المباشر معه، كونه تاجا على رؤوسنا وأفضل من ألف تكريم''. وبشأن المستوى المتردّي الذي آلت إليه الأغنية الجزائرية بشكل عام والأغنية القبائلية بوجه خاص، تأسّف عمر للرداءة التي اجتاحت مؤخرا الساحة الفنية، ''ولاسيما في ظل الانتشار الواسع للأعمال الهابطة والتجارية، التي غيّبت الأعمال الجيّدة وحرمتها من البروز والظهور''. معلقا ''إن أكثر ما يستفزّني شخصيّا، هي الأغلفة المالية الخيالية التي يتقاضاها غالبية الفنانين الجزائريين المغتربين، وكذا هؤلاء الحاملون جنسيات مختلفة، مقارنة بالفتات الذي نتقاضاه نحن الفنانون المقيمون بالجزائر. وعليه أرى أنه قد بات من الضروري على الجهات الوصية إعادة النظر في هذه المسألة المهمة، وما إلى ذلك من المسائل التي قد تؤدّي إلى زرع مشاعر الضغينة فيما بيننا''. مشيدا من منظور آخر، بالدّعم الذي يتلقاه من الموسيقيين الشباب الذين التحقوا مؤخرا بالفرقة، وكذا الروائع التي أثرى بها الدكتور عمّار مزداد سجلها الفني. وأحيطكم علما بأنه في الوقت الحاضر نعتزم إعادة بعث كل من أغنية ''فات اللّي فات'' للفنان الراحل أحمد وهبي، و''يا الرّايح'' للراحل دحمان الحرّاشي، وكذا رائعة ''بالله يا حمامي'' للفنان القدير حمدي بنّاني. نحن فنانو حفلات وليس أستوديوهات وبخصوص المواضيع التي تعكف الفرقة على معالجتها، أبرز إيدير تفراولة أن ''فرقتنا بمثابة همزة الوصل التي تربط ما بين الجيل القديم والجديد، فهي فسيفساء متناغمة تحمل في طيّاتها أبعادا متباينة، نحاول ترجمتها عن طريق الكلمة الهادفة والألحان الشجية، التي تتعانق فيها الأصالة بالمعاصرة''. معقبا ''اجتهدنا طيلة 33 عاما من التجربة، لتصحيح تلك الصورة الخاطئة والأفكار المغلوطة التي لا تزال تلاحقنا لحدّ الساعة، معتمدين في ذلك على نبذ العنصرية والجهوية، وكذا محاربة التعصب والتطرف. وعلى صعيد آخر، برّر إيدير الكمّ الضئيل من الألبومات الغنائية التي أصدرتها الفرقة منذ تاريخ تأسيسها على يومنا هذا، إلى ''كوننا فناني حفلات وليس أستوديوهات. صحيح أنه بحوزتنا أربعة ألبومات فقط، إلاّ أن المواعيد الفنية التي شاركنا فيها، قد روّجت كثيرا لاسم الفرقة، ما جعلنا نحظى بجماهيرية واسعة، فضلا عن كسب احترام وثقة عشّاق النغمة الأصيلة ومحبّي الأغنية الملتزمة. لذا تجديننا دوما نحمد الله على النتائج المترتبة عن هذا الخيار الذي نخاله صائبا للغاية''.