ترميم قلعة الشيخ بوعمامة وقصر مغرار التحتاني بالجنوب وأضاف مسؤول مكتب الآثار وحفظ التراث بنفس المديرية أن موقع قلعة الشيخ بوعمامة المصنفة كتراث وطني محمي تتشكل من آثار ثمينة تمّ صيانة البعض منها واسترجاع بعض جزئياتها وملامحها بعد أشغال التهيئة والترميم التي مرت بعدة فترات منذ سنة 1998 إلى غاية بداية 2009 ومنها نحو 34 برجا للمراقبة وأطلال سور كبير وثلاثة مداخل رئيسية ومنارة لمسجد عتيق شيّد بالمنطقة قبل ستة قرون خلت. وإلى جانب ذلك، عثر مختصون في علم الآثار والحفريات بنفس الموقع أثناء أشغال الترميم على بقايا ورشة لصناعة أدوات حربية وذخيرة ومطمورات لتخزين المؤونة والحبوب وجدران منقوشة بزخارف وفسيفساء من الفن المعماري الإسلامي القديم وبقايا أواني فخارية وعتاد بسيط استعمل في زراعة البساتين بالمنخفضات الوديانية للمنطقة. وتنتمي جميع تلك الكنوز الأثرية إلى محيط حصن دفاعي شيّده قائد المقاومة الشعبية بالجنوب الغربي بشرفة تطل على نخيل واحة مغرار القديمة المتربع على مساحة تفوق 13 هكتارا، كما أوضح ذات المصدر. وأفاد مسؤولو قطاع الثقافة أن متحف قصر مغرار التحتاني يحتوي على مادة توثيقية هامة تخصّ وصايا الشيخ بوعمامة ومخطوطاته التي تعكس مخلفاته في مجال علوم الدين ومعارف الفقه والتفسير، كما تؤرخ لمختلف المراحل التاريخية التي شهدتها المنطقة لتعطيل توغّل ونفوذ المستعمر الفرنسي نحو الصحراء الكبرى. ويرتقب -حسب مسؤولي قطاع الثقافة- الشروع في أشغال الجرد والمسح الطبوغرافي ضمن مخطط في طور الإعداد لدراسة وتهيئة منطقة جديدة للتوسع السياحي. وينطوي الجرد على إحصاء الكنوز والمؤهلات السياحية والتراث المعماري بمواقع أثرية بالجنوب الغربي للولاية (القرى التابعة لبلديتي صفيصيفة وتيوت كرويس الجير والعرجة وأوزغت) حيث وجدت دلائل جغرافية وطبيعية لبقايا متحجرة ونقوش صخرية تؤهل جنوب الولاية الذي ورد في كتابات العلاّمة ابن خلدون لأن يكون قبلة للسواح والمستثمرين وعشّاق الطبيعة. ويشتمل نفس المخطط على توفير الإمكانيات والوسائل اللازمة لحماية قرابة 50 محطة للنقوش الصخرية من التشويه والتدهور الذي تتعرض له خاصة وأنها تعدّ شاهدا حيا على هوية المنطقة وأصولها والتي تقع على طول ضفاف الأودية المحاذية لواحات النخيل التي تتوسطها خمسة قصور قديمة تشتهر بها الولاية، والتي عبّر من خلالها الإنسان البدائي عن بيئته التي تعود إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد -حسب المؤرخين-. وفي نفس الإطار يتم العمل على توعية سكان المنطقة بأهمية حماية ذلك الشريط الأثري وتأطير زيارات الوفود السياحية بمرافقين ومرشدين محليين ووضع لوحات توجيهية للتعريف بتلك المواقع الأثرية، وإشراك الجمعيات والمتخصصين والسكان القدامى في برمجة التدخلات الخاصة بصيانة وإعادة الاعتبار لمباني وأزقة القصور العتيقة.