النعامة - تتواصل عبر ولاية النعامة فعاليات احياء شهر التراث بإقامة أنشطة ثقافية وفكرية متنوعة وتنظيم زيارات موجهة إلى المتاحف والمواقع والنصب التاريخية ومعارض للكتب وعروض مسرحية. وفي هذا الصدد يتم ضمن تظاهرة أبواب مفتوحة على المتاحف والمواقع التاريخية تنظيم العديد من الزيارات إلى المواقع والمعالم التاريخية بالولاية لتعريف الجمهور بتاريخ هذه الأماكن والشخصيات التي صنعت تاريخ صحراء وجبال القصور عبر القرون. وبأحد هذه المواقع التاريخية المنتشرة عبر سلسلة الأطلس الصحراوي الذي يعد أحد أكبر المتاحف المفتوحة على الهواء في العالم توجد محطات الرسومات والنقوش الصخرية و مواقع الأدوات الحجرية و المغارات والكهوف فضلا عن أكثر من 300 محطة للصخور المنقوشة. كما يتضمن برنامج الزيارات إستكشاف أضرحة سيد أحمد المجدوب بمدينة عسلة ولا لة مغنية ( المشرية ) و سيدي التاج بوسماحة ( مغرار التحتاني ) إضافة إلى متحف الفنون والتقاليد الشعبية ببلدية صفيصيفة بأقصى جنوب غرب الولاية الذي يحتضن 53 قطعة من بقايا ديناصورات مكتشفة بمنطقة رويس الجير بتراب نفس البلدية. وقد مرمجت حسب المنظمين كذلك جولات للجمهور إلى المتحف المخلد لبطل المقاومة الشعبية الشيخ بوعمامة بقلعته الشهيرة المصنفة ضمن التراث المحمي بمنطقة مغرار التحتاني. كما تتيح تظاهرة شهر التراث أيضا إكتشاف بعض خبايا تاريخ المنطقة و تنوعها الحضاري و الثقافي وتنمية معارف الجمهور حول العديد من الشخصيات الوطنية التي رسمت تاريخ هذه المنطقة مثل العلامة الشيخ سيدي أحمد تيمنطيط و الفقيه المتصوف سيدي بوسماحة والكاتبة والصحفية إيزابيل إيبرهارت والكاتبة والصحفية صافية كتو حيث يحتفظ متحف قديم بقصر مغرار ببعض أعمال وممتلكات هذه الشخصيات. ومن المنتظر أن يشهد الأسبوع الأخير من شهر التراث تنظيم ملتقى حول تاريخ القصور القديمة الواقعة بجنوب ولاية النعامة و التي بنيت على مشارف مجاري الوديان بمحاذاة واحات النخيل و البساتين الخلابة و يعود تاريخها إلى أكثر من عشرة قرون. ومن أبرز هذه القصور "مغرار الفوقاني" و "تيوت" و "الصفيصفة" و "عسلة" و"قلعة الشيخ بوعمامة". وقد قاد الشيخ بوعمامة بين سنوات 1881 و1904 أطول معارك المقاومة الشعبية ضد المستعمر الغرنسي بعدما أسس بنفسه زاوية بمغرار التحتاني منطقة العين الصفراء سنة 1876 لتكون منطلقا لتنظيمه السياسي و العسكري . وفي أبريل 1881 قاد هجوما على المراكز الفرنسية مدشنا بذلك مقاومة إمتد لهيبها إلى وهران و منطقة الصحراء و الأهقار. وتشهد قاعات العروض بالمراكز الثقافية ضمن فعاليات شهر التراث تقديم محاضرات من تنشيط أساتذة مختصين تتناول أعلام المنطقة والتعريف بالتراث غير المادي للولاية وأخرى حول علاقة الفن بالآثار. كما تنظم عروض للمسرح و المونولوج و أخرى للأطفال فيما يجري أيضا إحياء عدة حفلات موسيقية مع جمعيات ثقافية تقدم باقة من الأغاني متنوعة الطبوع من الفن الشعبي مع فرقة "إسقيني" إلى الفلكلوري و الطرب العربي الأصيل. ويحضر الكتاب والمطالعة بقوة في شهر التراث بولاية النعامة حيث خصص نصيب لتظاهرة الكتاب و "أسبوع القراءة للجميع" الذي يمتد من 10 إلى 18 ماي الجاري مع برمجة عدد من الندوات حول كتاب الطفل بالجزائر و مكتبات المطالعة العمومية و دور النشر و سبل الإرتقاء بهواية المطالعة.