في جولة قادتنا إلى بلدية برج الكيفان أول شيء لفت انتباهنا شعارات معلقة على الجدران تحمل في طياتها استغاثة للسلطات وأصحاب الضمائر الحية والوزارات الوصية وعلى رأسها وزارة التضامن رفعتها جمعية إعانة المعوقين حركيا للاستفسار عن تلك النداءات التي تحمل شعارات (أنقذونا)· ولمعرفة خلفيات هذه الشعارات تقربنا من بعض المعاقين الذين أبدوا لنا تذمرهم الشديد من جملة النقائص والمعاناة وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الحياة· وتعد جمعية إعانة المعوقين حركيا الواقعة ببلدية برج الكيفان من أهم الجمعيات التي تتكفل بهذه الشريحة، حيث فتحت أبوابها منذ سنة 2005 تستقبل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من السن الرابعة إلى 18 سنة ولأسباب عديدة قام مسؤولو هذه الجمعية بوضع لافتات في ساحة البلدية لكسب دعم ذوي القلوب الطيبة وأصحاب الضمائر الحية لمساعدتهم سواء كانت المساندة مادية أو معنوية، المهم إيصال أصواتهم للمواطنين الذين يهمهم أمر هذه الفئة البريئة· وحسب بعض المعاقين فإنهم يعيشون التهميش والحرمان من طرف السلطات الأمر الذي أدى إلى تفاقم وضعهم الصحي والنفسي مع مرور الوقت، ومن خلال حديثنا مع هذه الفئة التمسنا مدى شعورهم بالحرمان واللامبالاة الممارسة عليهم من طرف المعنيين على حد تعبيرهم، وبشعارات بسيطة كتب عليها (ساندونا يامحسنين ويامسؤولين) تستنجد هاته الشريحة المهمشة في المجتمع وتطلب الدعم ويد العون من المسؤولين السامين في الدولة· وتحتوي هذه الجمعية على فريق عمل متكون من أطباء نفسيين ومختصين بالأرطفونيا والكيني ومربيات، ويترأس الجمعية السيد ميكيري مولود منذ جانفي2011 ، وقد أكد لنا خلال حديثنا معه ما يعانيه أطفال جمعية إعانة المعوقين من حقرة وتهميش من طرف السلطات المعنية، وفي هذا الصدد صرح أن الدخول المدرسي لسنة 2010 كان آنذاك المركز مسيرا من طرف مجموعة متطوعات وبعض الأطباء إلى غاية جوان 2011 أي لمدة ستة أشهر، بعدها بدأت المشاكل تقف عقبة في مسيرة هؤلاء القائمين على المركز في ظل انعدام الإمكانيات المادية، الأمر الذي أدى إلى غلقه نهائيا، ويضيف السيد مكيري أن الأزمة بدأت سنة 2010 حيث بادرت بعض المحسنات بتسيير وتربية هؤلاء الأطفال من أموالهم الخاصة إلى أن تجد السلطات المعنية حلا لهذه المشكلة فتكفلوا بهم لمدة 6 أشهر، لكن السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى تستمر هذه الوضعية؟ وما مصير تلك المربيات اللواتي يبذلن مجهودات خاصة دون مقابل المتمثل في الراتب وعلى إثر هذه الأسباب (أغلق المركز أبوابه خلال السنة الدراسية 2011 _2012 نهائيا ولم يفتح بتاتا منذ شهر أكتوبر للأسباب المذكورة سالفا، وحسب محدثنا إنه رغم المساعدات المقدمة من ذوي المحسنين وبعض المتطوعات إلا أن هذا التمويل يعد محتشما أمام مطالب وحاجيات هؤلاء الأطفال ولا يسد أبسط المتطلبات، أما عن رواتب الفريق القائم بالمركز فهي لا تتعدى 800 ألف دينار جزائري في الشهر، مع العلم أن كل ستة أطفال يحتاجون على الأقل من ثلاث إلى أربع مربيات للحرص عليهم من النوبات الحادة المفاجئة أو أي اختناق أثناء الأكل، فالطفل المعوق لا يستطيع أن يعبر عن مشاكله واحتياجاته وما يعانيه، فهم يحتاجون إلى إعانة فائقة ووجبات يومية كاملة فالبعض نغذيهم عبر الحقن···)· وأفاد رئيس الجمعية إلى أن فريق العمل موجود ولكن التمويل هو العقبة التي تقف أمام إعادة فتح هذه الجمعية مجددا، حيث أكد أن أطفال الجمعية يحتاجون إلى رعاية خاصة كما سبق ذكره· وأمام هذه العقبات والعراقيل يستغيث الأطفال المعاقون حركيا ببرج الكيفان وأولياؤهم بالسلطات المحلية ووزارة التضامن وكل الهيئات من أجل مساعدتهم لإعادة فتح الجمعية من جديد· .