500 عائلة بالشلف تستغيث طرق مقطوعة·· وحوامل يلدن على قارعة الطريق يعيش سكان العيايدة الواقعة بإحدى المناطق المعزولة بولاية الشلف معاناة يومية في ظل انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة، تجمعات سكانية متباعدة ومتناثرة عبر طريق ترابية متحجرة حيث تتواجد بالمنطقة أزيد من 500 عائلة تجمعها ظروف ومعاناة واحدة، ويتخبطون في مشاكل يومية لا تعد ولا تحصى· المياه الصالحة للشرب بهذه المنطقة يعتبر أحد الأحلام التي لن تتحقق أبدا، فليس بالمنطقة إلا منبع يسمى بالحاسي وهو بعيد جدا عن مقر إقامة السكان وهو المصدر الوحيد لإمداد السكان بالماء منذ عقود· وفي جولة قادت (أخبار اليوم) إلى عين المكان تقربت من السكان الذين حاورتهم، بحيث أعربوا عن تذمرهم من الوضعية الكارثية التي يعيشونها وعن مدى التهميش من طرف السلطات المعنية التي تمارس عليهم سياسة الصمت المطبق على حد تعبيرهم، وقال محدثونا إنه لا يعقل في عصر التكنولوجيا يمارسون حياتهم بطريقة بدائية إلى يومنا هذا، حيث لازالوا يجلبون الماء على ظهور الدواب، وفي هذا السياق يقول السيد لكحل إننا في فصل الصيف نقبع تحت الشمس الحارة لساعات طويلة ولا نكترث للأمر، لكن في الشتاء لا يستطيع أي مواطن الوقوف تحت الأمطار خاصة الأطفال والنساء· والشيء المؤسف أن هؤلاء الأبرياء لا يستطعون نقل أوعية الماء أو البراميل إلا على ظهور الدواب، نظرا لطبيعة الطرق الترابية الوعرة والتي أصبحت عبارة عن أتربة لا تصلح حتى للراجلين ما أدى إلى توقف عدد هائل من الأطفال عن الدراسة نظرا للمسافة الطويلة عن مقاعد الدراسة التي تبعد ب 3 كلم، بالإضافة لانعدام وسائل النقل بكل أنواعها إلا سيارات الكلوندستان التي قال عنها إنها استنزفت جيوب المواطنين· وحسب السكان أنه رغم كل الرسائل والشكاوي المتعددة التي رفعها سكان المنطقة للسلطات المحلية بهدف انتشالهم من العزلة والتهميش الذي يتخبطون فيه إلا أن مشاكلهم على حد تعبيرهم لم تلق أية استجابة إلى يومنا هذا· والأدهى من ذلك أن المرضى في منطقة العيايدة يعانون الأمرين نظرا لعدم وجود قاعة علاج أو مركز صحي أو عيادة طبية، وأكد لنا السكان أنه في حالة مداهمة المرض أو أي مكروه لأحد منا فليس عليه إلا الاستنجاد بسيارة (الكلوندستان) لنقله إلى مستشفى الشطية أو أولاد محمد بسعر مرتفع جدا غالبا ما يصل إلى حدود 2500 و3000 دينار جزائري، أما عن النساء الحوامل فالعديد منهن يضعن موالدهن على قارعة الطريق قبل الوصول إلى مستشفى الشرفة أو أولاد محمد، وقد وضعت امرأة مولودها في الطريق قبل وصولها إلى المشفى، هذه الحادثة التي اهتز لها سكان المنطقة جاءت بعدما فشل والد الجنين في إيجاد وسيلة نقل لإيصال زوجته إلى الطريق الرئيسي، سوى نقلها على ظهر دابة إلا أن المخاض فاجأها في منتصف الطريق فأنجبت مولودها ولولا أنها كانت قريبة من بعض السكان الذين جلبوا لها غطاء ومساعدة إحدى النساء للقيت حتفها هي وجنينها· وعلى حد تعبير زوجها لولا تدخل هؤلاء لمساعدة زوجته لكانت الكارثة وهذا بسبب التهميش وانعدام المرافق الصحية للتكفل بالقاطنين بهذه المنطقة المعزولة والتي لم تتذوق طعم الاستقلال بعد· وأمام استمرار مثل هذه الحوادث وفي ظل حرمان السكان من الماء والطريق والعيادة، يناشد سكان العيادة والقرى المجاورة المعزولة على غرار القشاشدة والظهرة المتواجدة على مستوى بلدية أولاد فارس والي ولاية الشلف والسلطات العليا في البلاد انتشالهم من العزلة والحرمان والمعاناة التي تلازمهم منذ سنوات خلت·