أثارت موافقة الأزهر لبعض القنوات الفضائية على رفع الأذان مترجما إلى عدة لغات نقاشاً واسعا بين العلماء بين مؤيد لها على أساس أن الأذان ليس بقرآن أو حديث وإنما هو إعلام بدخول وقت الصلاة وحتى يعم كل ما يتعلق بالإسلام شتى لغات العالم لمن لا يتحدثون العربية·· وبين رافض متحججا بأن ألفاظ الصلاة والأذان يجب أن تكون باللغة العربية للعرب وغير العرب ولا بأس بكتابة الترجمة على الشاشة محافظة على التراث الموروث ومسايرة العصر في ترجمة المعاني· حصلت بعض القنوات الفضائية على تصريح من الأزهر لإذاعة الأذان بلغات العالم المختلفة ضمن خطة (تطويرية) وضعها فريق العمل بالقناة لتطوير العمل الإعلامي بها بما (يتناسب مع تداعيات أحداث العصر)، حيث تم اختيار ثلاث لغات بشكل مبدئي تتم ترجمة الأذان إليها لإذاعته وهي (الإنجليزية والفرنسية والإيطالية)· وأكد الشيخ عادل عبد المنعم أبوالعباس عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، حسب (الاتحاد)، أن الأئمة تحدثوا في موضوع الترجمات منذ زمن بعيد والأصل في حديثهم ما ورد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر زيد بن ثابت أن يتعلم اللغة السريانية فتعلمها زيد في 40 يوما ومعلوم من الأثر أن من تعلم لغة قوم نجا منهم، وكما يقول الطهطاوي فإن صاحب اللسانين -يقصد اللغتين- أفضل من صاحب اللسان الواحد ومن هنا اختلف العلماء في قضية الترجمة بدءا من القرآن الكريم وانتهاء بالأذان والصلاة فقالوا إنه يمنع بالإجماع ترجمة القرآن نفسه لأن معانيه البلاغية وجماله الأدبي وإعجازه اللغوي يستحيل على أي لغة غير العربية أن تستوعبه لذلك قال العلماء بترجمة تفسيره ومعانيه ونحن نقول ترجمة معاني القرآن وليس ترجمة القرآن· التكبير والدعاء وأضاف: وقد سئل الإمام أبو حنيفة عن صحة قراءة المصلي للفاتحة وغيرها بالفارسية فقال عليه أن يحاول حفظ الفاتحة أما بقية الأفعال من تكبير ودعاء في الركوع والسجود فإنه يجوز بلغته وأيَّده في هذا الرأي تلميذه (زفر) كما ذهب البعض من غير الأحناف إلى ما ذهب إليه أبو حنيفة مستدلين بعالمية الإسلام وبأنه في غير القرآن يجوز ذلك· وقال: بالنسبة للأذان فإنه ليس بقرآن ولا بحديث وإنما إعلام بدخول الوقت فإن وُجد من يحسن العربية كان أفضل فإن تعذر ذلك، جاز أن يؤذن بمعاني الأذان بعد أن يجمع من سيصلي معه ليترجم الصيغة لأن الأذان سنة ولو صلوا بدونه جازت صلاتهم ونحن نريد أن يعم كل ما يتعلق بإسلامنا بشتى لغات العالم فمن العيب أن نشدد في أماكن التيسير، علما بأن الأقليات المسلمة ينبغي أن يكون لها فقه خاص ييسر عليها لأننا نرى أن الإنجيل يُوزع بكل لغات العالم بل يذهبون إلى تعلم اللغات المندثرة لدى القبائل المتوغلة في القرن الإفريقي مثل لغة -الهوسا- وغيرها من أجل إرسال تعاليم المسيحية إليهم والتبشير بها· وأشار إلى أن العبء الأكبر يقع على بعض المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي التي لا ترسل المبعوثين إلا للتدريس من غير نظر إلى أهمية الدعوة والإرشاد الديني لدى العالم كله، ومن هنا فإن الأذان إذا تُرجم إلى لغات العالم لمن لا يحسنون العربية فإنه يجوز شرعا ولكل وجهة هو موليها· وأوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر أن الأذان في اللغة معناه الإعلام وشرعا إيذان بإعلام وقت الصلاة والنبي (صلى الله عليه وسلم) في بداية الأمر أراد أن يتخذ شيئا ليعلم المسلمين عن أوقات الصلاة واختلفت الآراء في ذلك حتى رأى عمر بن الخطاب وأبو هريرة رؤيا الأذان مناما وأخبرا به النبي (صلى الله عليه وسلم)، وجاء جبريل وعلم النبي (صلى الله عليه وسلم)، الأذان بألفاظه المعروفة إلا أن النبي زاد في صلاة الصبح (الصلاة خيرٌ من النوم) ولا مانع من ترجمة الأذان باللغات المختلفة حتى يعلم أهل هذه اللغات بدخول وقت الصلاة ولا تصح الصلاة إلا بالعربية فلا بد للمصلي أن يقرأ القرآن باللغة العربية ولا يجوز قراءته بأي من اللغات في الصلوات كلها· ورفض الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر فكرة رفع الأذان مترجما بلغات العالم وقال: من المقرر شرعا أن النصوص الشرعية الموحى بها من الله عز وجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ونقلت إلينا تواترا وهي القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية وألفاظ الصلاة من التكبير وقراءة القرآن والتسبيح والتشهد والقنوت وصيغ الأذان كل هذا يؤدى باللغة العربية وإجماع الأمة قائم على هذا· الشعائر العبادية وأضاف: يجوز في غير الشعائر العبادية ترجمة معاني الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لكن تمنع الترجمة الحرفية وفيما يتصل بالشعائر العبادية فألفاظ الصلاة والأذان يجب أن تكون باللغة العربية للعرب وغير العرب· أما ما سوى ذلك من الخطب الدينية فيجوز لغير العرب الترجمة أو أداؤها بلغات بلادهم ما عدا النصوص الشرعية والقرآن الكريم فيجب أن يقرأ بألفاظه· وعلى ضوء هذا فرفع الأذان الشرعي لغير العرب يجب أن يؤدى باللغة العربية ولا بأس بكتابة الترجمة على الشاشة محافظة على التراث الموروث ومسايرة العصر في ترجمة المعاني· وشدد الدكتور كريمة على منع رفع الأذان بترجمة ألفاظه ترجمة حرفية ولا خلاف بين الفقهاء في هذا أما في المعاملات فتجوز الترجمة في صيغ الإيجاب والقبول وفي إنشاء عقد الزواج لمن لا يحسن العربية· * الأذان ليس بقرآن ولا بحديث وإنما إعلام بدخول الوقت فإن وُجد من يحسن العربية كان أفضل فإن تعذر ذلك، جاز أن يؤذن بمعاني الأذان بعد أن يجمع من سيصلي معه ليترجم الصيغة لأن الأذان سنة ولو صلوا بدونه جازت صلاتهم ونحن نريد أن يعم كل ما يتعلق بإسلامنا بشتى لغات العالم فمن العيب أن نشدد في أماكن التيسير علما بأن الأقليات المسلمة ينبغي أن يكون لها فقه خاص ييسر عليها· * يجوز في غير الشعائر العبادية ترجمة معاني الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لكن تمنع الترجمة الحرفية وفيما يتصل بالشعائر العبادية فألفاظ الصلاة والأذان يجب أن تكون باللغة العربية للعرب وغير العرب· أما ما سوى ذلك من الخطب الدينية فيجوز لغير العرب الترجمة أو أداؤها بلغات بلادهم ما عدا النصوص الشرعية والقرآن الكريم فيجب أن يقرأ بألفاظه·