لا تزال معاناة عشرات المواطنين القاطنين بالبنايات الهشة متواصلة في العديد من بلديات العاصمة، فبرغم من حصد مئات الأرواح خلال السنوات الأخيرة والتي ذهب ضحيتها أبرياء جراء الانهيارات، إلا أن بعض المسؤولين لم يكترثوا من الوضع المأساوي الذي تواجهه العائلات دون وضع حد لهاجس الخوف والخطر المتربص بهم والتدخل لإنقاذ ما يمكن ماتبقى من أرواح مهددة بالموت تحت الردم في أي لحظة بسبب الانهيارات الجزئية التي تشهدها بعض البنايات والتي آلت إلى وضعية متردية للغاية· ورغم علم المسؤولين بمدى الخطر المحدق بالسكان القاطنين بالسكنات الهشة إلا أن هؤلاء انتهجوا سياسة الصمت المطبق أو في غالب الأحيان تقديم وعود لا أساس لها من الصحة، وفيما يواجه البعض خطر الموت هناك بالمقابل من يواجه خطر الشارع والمبيت في العراء، عائلات تم طردها باستعمال القوة، لتجد نفسها بين ليلة وضحاها بدون مأوى وأصبح الشارع حضنها· تهدد العديد من البنايات الهشة التي يعود تشييدها لسنوات طويلة حياة العديد من العائلات التي لم تجد مأوى آخر أو حل للهروب من الموت أو الشارع سوى البقاء بسكناتها الهشة والآيلة للسقوط في أي لحظة، تنتظر مصيرها المجهول ومن بين هؤلاء، عائلة بلقاسم قرموش المتكونة من تسعة أفراد القاطنة ببلدية واد قريش والتي وقفت (أخبار اليوم) على مدى المعاناة والوضع المأساوي الذي تعيشه، داخل منزل شبيه بالقبر جدرانه يكسوها اللون الأخضر من شدة الرطوبة الأمر الذي أدى إلى إصابة معظم العائلة بتعقيدات صحية على غرار الربو والحساسية لاسيما الأطفال، حيث أصبح هذا الأخير لا يصلح لإيواء بني البشر ومازاد الوضع تدهورا أن هذا المنزل يعود للعهد الاستعماري منذ حوالي 50 سنة، وبفعل العوامل الطبيعية، والزلازل المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة التي ضربت العاصمة وضواحيها سنة 2003 ساهمت بشكل كبير في عدة تشققات وتصدعات، ما جعل المصالح التقنية والمختصين تصنفه ضمن الخانة الحمراء من الدرجة الخامسة، ومن يومها والعائلة تعيش خطرا حقيقيا يتربص بهم في كل لحظة، يضيف السيد بلقاسم أنه عاش وعائلته أوضاعا جد صعبة وحرجة، خاصة خلال التقلبات الجوية الأخيرة التي عرفتها الجزائر والتي عرفت تساقطا كثيفا للأمطار، التي على إثرها تسربت إلى داخل المنزل عبر الثقوب والتشققات المتواجدة بالأسقف والجدران، ولولا تدخل الحماية المدنية لمساعدتهم لكانوا في عداد الأموات· كما أكد محدثنا أنه منذ تصنيف المنزل ضمن البنايات الآيلة للسقوط وغير الصالحة للسكن، والعائلة تستغيث بالسلطات المحلية والولائية من أجل انتشالها من ناقوس الخطر المتربص بها والمطالبة بترحيلهم إلى سكن لائق يحميهم، إلا أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا لوضع حد لهاجس الخوف والهلع الدائمين من الموت تحت الإنقاذ، وإنما اكتفت بتقديم وعود زائفة لم تعرف تجسيدها على أرض الواقع لحد كتابة هذه الأسطر، ولسيت عائلة قرموش الوحيدة التي تعيش وضعا مماثلا بل هناك مئات العائلات تفترش الشارع على غرار إحدى العائلات المقيمة بخيمة ببلدية الأبيار إثر طردها بالقوة من المنزل الذي كانت تستأجره، وأمام هذا الوضع توجه العائلات المهددة بخطر الانهيار والتي تبيت في الشارع صرختها واستغاثتها للسلطات العليا في البلاد من أجل التدخل العاجل لانتشالها من المعاناة والظلام والإجحاف في حقها·