أشاد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالجهود التي يبذلها قساوسة الكنائس في مملكة البحرين ودعاهم إلى التعاون البنَّاء لتحقيق (التعايش السلمي) بين جميع (الأديان السمحة)، وشدد على أهمية الدور الذي يقوم به القساوسة في نشر التوعية وتفعيل مبادئ المحبة والتسامح والتعاون بين الجميع، وهذا خلال استقبال الملك في قصر الصافرية لرجال الكنائس في مملكة البحرين والتي تمثل 16 كنيسة وذلك للسلام عليه وتقديم الشكر والامتنان على الحرية والأمن والأمان التي تتمتع بها الكنائس في البحرين· وقال عاهل البحرين: (مملكة البحرين كفلت حرية ممارسة الشعائر الدينية في مختلف الأديان عبر تاريخها الطويل، وإن التنوع الديني والثقافي جعل منها دولة متفتحة على مختلف الحضارات والثقافات الأخرى، ما جعل من علاقاتها بباقي الدول في العالم علاقات طيبة مبنية على الاحترام والثقة والتعاون وعزز من مكانتها في الأوساط العالمية)· وتمنى الملك للجميع (كل التوفيق والسداد فيما يسعون إليه من عمل يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة والحرص على تأكيد السماحة فيما بين الأديان السماوية والابتعاد عن التشدد والغلو)· وأضاف: (مملكة البحرين تقدر جميع الأديان وأننا سعداء بتعدد الأديان في مجتمعنا البحريني في ظل الاحترام الذي نكنه للجميع، ونعيش معًا في البحرين كأسرة واحدة)· وتعتبر (الكنيسة الإنجيلية الوطنية) هي أقدم كنيسة تُبنى في الخليج في البحرين، إذ أسست في عام 1906م أبان الاحتلال البريطاني علي أيدي مبشرين إنجيليين أميركيين، واحتفلت مؤخرا بمرور 100 عام على افتتاحها، ومنذ ذلك التاريخ بني في البحرين كنائس أخرى للكاثوليك والأرثوذكس، حتي بلغ العدد قرابة 16 كنيسة عام 2006، ويتردد أنها 30 حاليا مسجلة رسميا للجاليات من وزارة التنمية الاجتماعية، لكنها لا تملك مباني، بينها الكنيسة القبطية ويقوم أتباع هذه الكنائس بممارسة شعائرهم في كنائس الطوائف الأخرى· وأشهر الكنائس بالبحرين هي: الكنيسة السورية الأرثوذكسية والكنيسة الرومانية الكاثولكية والكنيسة الإنكليكانية وكنيسة الرب والكنيسة الوطنية الإنجيلية، وذلك وفق معلومات قديمة، ويعتقد أنه تم بناء المزيد بصورة غير معلنة في العصر الحديث· وتقول دراسات معدة عام 2006 إن عدد الجالية المسيحية هناك قرابة 400 شخص يتوزعون على 80 عائلة بحرينية وتقدرهم ب 1% من السكان، بيد أن مصادر كنسية كاثوليكية تزعم أن عددهم بلغ 1000 مسيحي بحريني· ويقول رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين د· عيسى أمين إن غالبية من مسيحيي البحرين وفدوا من العراق مع شركات النفط التي بدأت في التنقيب عن البترول في عشرينيات القرن العشرين، وهذا غير المسيحيين الوافدين المنتمين إلى جنسيات عديدة أبرزها الفلبين والهند إضافة لأعداد متفرقة لعرب مسيحيين من مصر ولبنان والأردن وسوريا· وقد جرى تمثيل اليهود والمسيحيين في أول مجلس بلدي أنشئ في البحرين في العام 1920 جنبا إلى جنب مع ممثلين عن المواطنين البحرينيين من السنة والشيعة وممثلين عن المسلمين الهنود والهندوس أيضا، إذ كان التمثيل في المجلس البلدي يتم على أساس طائفي، وبدأت مؤخرا تظهر دعوات من قبل هذه الأقلية المسيحية بعد تعدد بناء الكنائس، للمطالبة بتوسيع حجم تمثيل الجالية المسيحية في مواقع صنع القرار، حيث يقتصر حاليا علي تعيين النائبة (أليس سمعان) بمجلس الشورى منذ التسعينيات، فضلا عن طلب اعتبار أيام أعيادهم أجازة رسمية والاهتمام الإعلامي بهم·