ع· صلاح الدين/ وكالات ليس في فرنسا أو أوروبا فقط، بل في الجزائر أيضا العيون كلها شاخصة نحو فرانسوا هولوند، المرشح الاشتراكي الذي يُنتظر أن يصبح رئيسا لفرنسا سهرة اليوم الأحد، وقد ازداد هذا الرجل التكنوقراطي المتحفظ ثقة خلال الحملة الانتخابية وبات يتصرف كرئيس حقيقي للجمهورية· وعوّض عن عدم إتقانه فن الخطاب بإعرابه عن تعاطف أصيل مع الشعب· لكن حتى أصدقاؤه يعتبرونه غامضاً جداً· ماثيو فان رور من (شبيغل) تحدث عنه· ترجل هولوند الذي يأمل الجزائريون أن يطوي صفحة العنصرية الساركوزية بحقهم في حال انتخابه اليوم بعد يوم من انتصاره من طائرة خاصة حطت نحو الظهيرة في مطار كمبر، مدينة صغيرة في بريتاني· فيما سار قرب جهاز نقل الحقائب ليبلغ المطار، بدا كما لو أنه يشع ثقة ولكن ظهرت عليه أيضاً علامات التعب والإرهاق· في وقت متأخر من الليلة السابقة، سافر بالطائرة من باريس إلى تول، منطقته الانتخابية في جنوب غرب فرنسا، وهناك احتفل في مقر الحزب الاشتراكي بانتصاره في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية حتى ساعات الفجر· كانت معنوياته عالية جداً وفرحه عارماً إلى درجة أنه ظلّ يجري المقابلات حتى عند مدخل منزله· وتواصلت المقابلات في المطار في كمبر، حيث صرح: (حصدت عدد أصوات فاق ما حصل عليه ميتيران عام 1981)· كان هولوند يضع نظارتين لا إطار لهما ويرتدي زيه الرسمي كمرشح، بزة سوداء وربطة عنق يستبدلهما أحياناً ببزة زرقاء· يبقي شعره الخفيف مصففاً بطريقة تخفي البقعة التي أصيبت بالصلع في رأسه· وكما عهدناه خلال مخاطبته الناس، لم تفارق الابتسامة ثغره· لا شك في أن الحملة الانتخابية تركت بصماتها على فرانسوا هولوند، فقد كان في بدايتها رجلاً عادياً يبدو أحياناً غريب الأطوار· صحيح أنه لم يستطع التخلص بالكامل من حياته كمحاسب، إلا أنه تحوّل إلى مرشح رئاسي بحق مع اقتراب هذه الحملة على نهايتها· خلال الأشهر الأخيرة، ارتفعت معنوياته وأثلجت قلبه هتافات داعميه وملأته ثقة بقدرته على الفوز في الانتخابات التي يجري دورها الحاسم اليوم، ويُنتظر أن يُعلن بعد ساعات عن تتويجه لخلافة اليهودي ساركوزي الذي يعتبره البعض أسوأ رئيس في تاريخ فرنسا·