سينشط رفقة فرانسوا هولاند ندوة حول ”المتوسط كفضاء مشترك” سيشارك عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، رفقة المرشح للرئاسيات الفرنسية عن الحزب الاشتراكي، فرانسوا هولاند، في ندوة حول ”المتوسط كفضاء مشترك” التي سيحتضنها مسرح ”لا كاريي” بمدينة مرسيليا الفرنسية يوم 29 مارس الجاري، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال· وتعتبر مشاركة بلخادم في الندوة بمثابة رد رسمي على تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وصف تضحيات الجزائريين بالأعمال ”الإجرامية”، كما أنها تعد رسالة ضمنية على انحياز الجزائر إلى المرشح الاشتراكي في سباقه للوصول إلى سدة الإليزيه على حساب غريمه الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي· وتندرج هذه الندوة ضمن المنتدى الكبير الذي انطلق يوم 3 مارس الجاري بمدينة مرسيليا ويستمر إلى غاية 1 أفريل القادم، تحت عنوان ”حرب التحرير بعد خمسين عاما”، الذي تنظمه مجلة ”ماريان” الفرنسية بالشراكة مع الزميلة ”الخبر” وإذاعة ”فرانس أنتير”، حيث تمت دعوة العديد من المجاهدين والشخصيات الوطنية الجزائرية والفرنسية بالإضافة إلى الكتاب والمؤرخين المختصين في ثورة التحرير· وسيكون لعبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، فرصة للرد على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في عقر داره، بعد أن صعد من حملته ضد الثورة التحرير تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية وتمسكه بعدم اعتراف فرنسا عن جرائمها في الجزائر، بحيث أصبح يستعمل ثورة التحرير كورقة انتخابية في جلب أصوات الحركى والأقدام السوداء، حيث عبر ساركوزي عن أسفه للوضعية المزرية التي يعيشها الحركى، وهم فئة الجزائريين الذين خانوا الشعب وحاربوا إلى جانب المستعمر، ووعد بتحسينها، وقال عن هؤلاء إنهم راحوا ضحية نهاية الاستعمار، ورجح بعض المتتبعين للساحة السياسية بفرنسا أن يكون ساركوزي قد أرغم على استخدام الخطاب المتطرف لاستقطاب أصوات أقصى اليمين، وذلك نظرا للمنافسة الشرسة التي يقابلها به المرشح عن الحزب الاشتراكي فرانسوا هولوند، هذا الأخير الذي يعول كثيرا على أصوات الجالية الجزائريةبفرنسا، سارع إلى الكشف عن طبيعة العلاقات التي يجب أن تبنى بين الجزائروفرنسا في حالة وصوله إلى قصر الإليزيه انطلاقا من طي صفحة الماضي، وصرح في الزيارة الأخيرة له للجزائر أنه ”يجب تجريم الاستعمار دون أي تحفظ”، وإذا كانت توجهات مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولوند، تتناقض مع مواقف الرئيس الفرنسي، فإن تنظيم وزير الدولة عبد العزيز بلخادم، ندوة صحفية رفقة هولوند قد تعتبر رسالة واضحة إلى المهاجرين والفرنسيين ذوي الأصول الجزائرية بأن الجزائر تدعم مرشح الحزب الاشتراكي للوصول إلى قصر الإليزيه خلال انتخابات 22 افريل المقبل، نظرا لمواقف هولوند التي ستمكن من بناء علاقات قوية بين الجزائروفرنسا بعد أن تقدم هذه الأخيرة على الاعتراف بجرائم الحقبة الاستعمارية بالجزائر·