ذكر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيّد عبد العزيز بلخادم أن العمل البرلماني مستقبلا سيعرف نوعا آخر من التجارب على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية التي أفرزت مجلسا (فسيفسائيا)، ممّا يستدعي التفكير في إنشاء (عائلات سياسية) داخل البرلمان· ففي تعقبيه على النتائج الأوّلية التي قدّمها وزير الداخلية، قال السيّد بلخادم في ندوة صحفية إن (العمل البرلماني سيعرف نوعا آخر من التجارب بين أحزاب تملك برنامجا وأحزاب يمثّلها النوّاب)، لكن كما أوضح ب (انتماءات فكرية أحيانا متجانسة وأحيانا أخرى متنافرة)، وأوضح في ذات الشأن أن المجلس القادم (فسيفسائي في الأفق لأن أزيد من 15 حزبا لم يتحصّلوا على أكثر من 4 مقاعد) باستثناء كما أكّد خمسة أحزاب التي بإمكانها تشكيل الكتل البرلمانية، وقال إن النتائج التي أفرزتها هذه الانتخابات تدفع إلى التفكير في خوض العمل البرلماني بطرق أخرى ك (إنشاء عائلات سياسية داخل البرلمان بناء على تقارب الأفكار والمشاريع المجتمعية التي تدافع عنها الأحزاب)، تاركا هذا الخيار للنوّاب بعد مصادقة المجلس الدستوري رسميا على نتائج هذا الاقتراع والتنصيب الرّسمي للغرفة السفلى للبرلمان. وفي هذا الصدد ألح السيّد بلخادم كذلك على أهمّية (تعميق المراقبة) من طرف المعارضة في كلّ المجالات بما فيها العمل الحكومي الذي (سيشكّل من التحالف المرتقب لبعض الأحزاب من أجل تشكيل الحكومة)· وفي تعليقه على نتائج حزبه في هذا الاستحقاق الذي حصد فيه 220 مقعد من بين 462 مقعد الوطني، قال السيّد بلخادم إن تشكيلته (أثبتت للمشكّكين والمتطاولين أن الشعب والمناضلين مازالوا يثقون فيه وفي برنامجه الواعد الذي يحمل الأمل)· وأرجع السيّد بلخادم نتائج الحزب خلال هذه الانتخابات (إلى اللّه ثمّ الشعب الجزائري الذي جدّد الثقة في الحزب العتيد ويرى فيه الأمان والاستقرار والضامن لاستمرار سيادة عزّزت سياسة اقتصادية واجتماعية) حتى ولو عرفت كما قال (تباطؤا في الإنجاز أو أحيانا تباطؤا في تحقيق المشاريع في وقتها)· وشدّد ذات المسؤول على أن جبهة التحرير (وفت دائما بالتزاماتها وبقيت حريصة على أن تلتصق مصلحتها بمصلحة الجزائر)، معبّرا عن (فخره) بالثقة الذي وضعها الشعب الجزائري في حزبه بإعطائه (أغلبية مريحة)، وأكّد أن هذه الأغلبية ستسمح له بأن يباهي كلّ من (كان يظنّ أن مآله الزّوال على غرار ما حدث في بعض الدول التي عرفت ما يسمّى بالربيع العربي أو بتحامل بعض قياديي الحزب الذين عوض أن يتحدّثوا عن قوائم الجبهة يتحدّثون عن قوائم بلخادم)· وأضاف الأمين العام للحزب أن هذا الانتصار يكتسي أهمّية مميّزة باعتباره يتزامن مع الذّكرى الخمسين لعيد استقلال الجزائر الذي يحمل كما أشار (أكثر من دلالة لأنه يثبت للرّأي العام الأجنبي أن الشعب الجزائري ما زال وفيا لرسالة نوفمبر، وأنه يؤمن بأن هذه الرسالة تتواصل عبر الأجيال من خلال وريث جبهة التحرير الوطني)·