أظهرت النتائج النّهائية للانتخابات التشريعية بولاية البليدة إسقاط المقعدين اللذين تحصّلا عليهما حزب العمّال في النتائج الأولوية التي أعلنت مساء الجمعة وتحويل أحدهما إلى الآفالان، ليصبح بذلك يملك 08 مقاعد من مجموع 13 مقعدا. كما عاد المقعد الثاني للقائمة الحرّة الأصيل التي يقودها أحد وجوه الآفالان وهو المحافظ السابق مرزاق رامي، لتحصل بذلك هذه القائمة على 03 مقاعد· فقد كانت النتائج الأوّلية تفيد بحصول حزب الآفالان على 07 مقاعد ومقعدين لحزب العمّال ومثلهما للقائمة الحرّة رمز الأصيل، لكن وبمجرّد وصول محضر الفرز لبلدية بوفاريك قلب الموازين وأضاف مقعد للآفالان ومقعد للقائمة الحرّة، ليصبح بذلك الآفالان حاصلا على 221 مقعد على المستوى الوطني و20 مقعدا للأحرار وتراجع حزب العمّال إلى 18 مقعدا. وبذلك احتلّت قوائم الأحرار المرتبة الخامسة، ثمّ حزب العمّال في المرتبة السادسة. والجدير بالذّكر أن القائمة الحرّة رمز الأصيل مؤسسوها وجوه آفالانية، وقد يلتحق نوّابها بالحزب العتيد ويتعلّق الأمر بالمحافظ السابق مرزاق رامي ورئيس بلدية الشفّة المنتمي هو الآخر إلى الآفالان، إلى جانب مناضلة بالحزب من مدينة الأربعاء· بالمقابل، فإن حزب العمّال بعد تجريده من المقعدين خرج دون مقاعد بالبليدة بعد أن تحصّل في تشريعيات 2007 على مقعدين، هذا فيما تمكّنت مترشّحتان من الآفالان من الظفر بمقعديهما في البرلمان إلى جانب صاحبة المرتبة الثالثة في القائمة الحرّة رمز الأصيل وصاحبة المرتبة الثالثة في الأفانا، في حين خرج التيّار الإسلامي صفر اليدين من هذه الانتخابات لأوّل مرّة منذ تنظيم انتخابات تشريعية تعدّدية في الجزائر رغم تحالفها مع حركة النّهضة والإصلاح. وللإشارة، فقد تحصّلت حمس في تشريعيات 2002 على مقعدين وفي تشريعيات 2007 على مقعد واحد، كما حصلت النّهضة في تشريعات 2007 على مقعد واحد في حين هذه المرّة ورغم تحالف هذه الحركات الإسلامية إلاّ أنها خرجت من السباق منهزمة· وحسب بعض السياسيين بالولاية فإن هذه النتائج كانت مفاجئة للجميع، خاصّة للتيّار الإسلامي المعتدل، خاصّة بعد الفوز الساحق الذي حقّقه الآفالان أين حصل على 60 بالمائة من مجموع الأصوات بالولاية وهو عكس ما كان متوقّعا، خاصّة بعد الأزمة التي حصلت بين محافظ الحزب ومتصدّر القائمة أين أعلن محافظ الحزب أن الآفالان لن تحصد أصواتا في البليدة، وأنه غير مسؤول عن النتائج التي وصفها بأنها ستكون كارثية، لكن حصل عكس ذلك تماما أين حصد الآفالان مقاعد لم يحصل عليها في تشريعيات سابقة· ومن جهة أخرى، خرج حزب التغيير منهزما من الانتخابات رغم أنه كان يراهن بشدّة على القاعدة النّضالية للمرحوم محفوظ نحناح وذلك بتدشينه لحملته الانتخابية من بيت هذا الأخير وبحضور أبناء وحرم الشيخ، لكن ذلك لم يشفع له ولم يظفر ولو بمقعد واحد·