الإسلاميون يخسرون الرهان في أكبر معاقلهم بالبليدة كشفت نتائج الانتخابات التشريعية بولاية البليدة عن فوز ساحق للأفلان بثمانية مقاعد متحصلا بذلك على أكثر من 60 بالمائة من مقاعد الولاية، وذلك لأول مرة يحصل فيها الحزب العتيد منذ تشريعيات 2002 على هذه النسبة في حين حصد الأفانا مقعدين. أحدهما فازت به امراة. أما الثلاثة مقاعد المتبقية فكانت من حظ القائمة الحرة الرمز الأصيل منها مقعد لامرأة. وبالمقابل خرج التيار الإسلامي فارغ اليدين في هذه الانتخابات لأول مرة منذ تنظيم انتخابات تشريعية تعددية بالجزائر، حيث مني هذا التيار بصفة خاصة تكتل «الجزائر الخضراء «وجبهة التغيير لزعيمها عبد المجيد مناصرة بهزيمة نكراء بمسقط رأس الراحل محفوظ نحناح، مؤسس حركة حمس. وحسب بعض الاصداء التى رصدتها «البلاد»، فإن هذه النتائج كانت مفاجئة للجميع خاصة الفوز الساحق للأفلان الذي كانت تشير كل التوقعات إلى أنه سيتراجع إلى الخلف مع الأزمة التي مر بها في مرحلة الترشيحات، خاصة بين محافظ الحزب ومتصدر القائمة، إذ بلغ الأمر ببعض المناضلين ببوفاريك إلى منع الحزب من تنشيط تجمعات شعبية. أما التيار الإسلامي فقد مني بأول نكسة في تاريخه السياسي بهذه الولاية ولأول مرة مقاعد البرلمان الممثلة لهذه الولاية خالية من التيار الإسلامي، خاصة حمس التي منيت بأول هزيمة في تاريخها بعقر دارها رغم تحالفها مع حركة النهضة والإصلاح، إلا أن ذلك لم يفلح حتى في الحصول على مقعد واحد يحفظ ماء الوجه، رغم أن حمس كانت قد تحصلت في تشريعيات 2002 على مقعدين وفي تشريعيات 2007 على مقعد واحد كما حصلت النهضة في تشريعات 2007 على مقعد واحد. في حين هذه المرة ورغم تحالف هذه الحركات الإسلامية، إلا أنها خرجت من السباق منهزمة وحتى رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة الذي كان يراهن بشدة على القاعدة النضالية للمرحوم محفوظ نحناح للحصول على مقاعد بهذه الولاية وذلك بتدشينه لحملته الانتخابية من بيت المرحوم نحناح وبحضور أبناء وحرم الشيخ وأعلنها في أكثر من مرة، أنه الممثل الوحيد لنهج الشيخ نحناح وقال إنه غير الهيكل لكن منهجه هو منهج المرحوم نحناح، لكن ذلك لم يشفع له ومني هو الآخر بهزيمة ولم يتمكن من الظفر ولو بمقعد واحد، والأمر ذاته بالنسبة للشيخ جاب الله الذي راهن بهذه الولاية على صهره وشقيقه لكسب معركة الانتخابات، إلا أن هذا الرهان كان خاسرا. وفي السياق ذاته، هزم الأرندي ولم يظفر بمقعد واحد. وفي الإطار ذاته، خرج الأفانا منتصرا بهذه الولاية بعد أن حصد مقعدين وبالمقابل لم يحصل في تشريعيات 2007 على أي مقعد. كما حصلت القائمة الحرة الرمز الأصيل على ثلاثة مقاعد والنتيجة كانت متوقعة كون متصدرها محافظ الأفلان سابقا رامي مرزاق متميز بوعائه الانتخابي الكبير ودعمه في ذلك رئيس بلدية الشفة في المرتبة الثانية الذي تمكن من حصد الأصوات بهذه البلدية، وبالمقابل القائمة الحرة الثانية سيدي الكبير لمتصدرها زحاف نور الدين، خرجت منهزمة في هذه التشريعيات رغم الحملة الكبيرة التي نشطها هذا المترشح أثناء الحملة الانتخابية. من جهة أخرى، قدم مساء أول أمس أعضاء باللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات ببلدية العفرون، استقالاتهم وراسلوا اللجنة الوطنية بعد منعهم من طرف لجنة تنظيم الانتخابات من مراقبة عملية سير فرز الأصوات. كما أوضح أعضاء باللجنة الولائية أنهم منعوا من متابعة عملية الفرز. للإشارة فقد أبدى جل المترشحين فى الأحزاب الأخرى تذمرهم من تلك النتائج المتعلقة بفوز الأفلان. فيما تقبلوا فوز الافانا والقائمة الحرة الأصيل.