وجّه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تحذيرًا من اندلاع (كارثة وطنية) في حال إصابة أيّ من الأسرى المضربين عن الطعام بأذى، في إشارة إلى إمكانية انفجار انتفاضة ثالثة عارمة ضد إسرائيل في الضفّة الغربية· وقال رئيس السلطة للصحفيين قبيل بدء اجتماع للّجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير في مكتبه برام اللّه: (وضع الأسرى في منتهى الخطورة، وقد يتعرّض بعضُهم للأذى وهذه ستكون كارثة وطنية لا يمكن لاحد ان يتحملها، ونأمل ألا يصاب أحدُهم بأذى)· وأضاف عباس أنه بحث المسألة مع مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق مولخو في رام اللّه وبعث برسائل إلى العديد من المؤسسات الحقوقية الدولية، وأردف: (هؤلاء الأسرى لهم حقوق عادلة، ونحن نتحدّث عن ظروف اعتقال وظروف السجن التي تحاول إسرائيل أن تتجاهلها)· وبعدما أشار إلى أن وقتًا طويلاً قد مضى ولم تلبَّ مطالبُهم، أعرب عباس عن أمله في أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية لهذه المطالب وتنتهي القضية بسرعة· وإلى ذلك أصدرت اللّجنة التنفيذية ل (منظّمة التحرير الفلسطينية) بيانًا عقب اجتماع لها في رام اللّه حمّلت فيه الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى ومصيرهم· وقالت اللّجنة: (قضية إضراب الأسرى الفلسطينيين قضية تهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة، وندعو المنظّمات الدولية إلى إيلاء هذه القضية الاهمية التي تستحقّها)· من جهتها، حذَّرت صحيفة (ذي صنداي تايمز) البريطانية من (انتفاضة ثالثة لا مثيل لها) إذا تعرّض أحد الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام للخطر· كما تقول الصحيفة: (إنه بعد رفض المحكمة العليا الإسرائيلية طلبًا تقدّمت به مجموعات الحقوق المدنية لنقل الأسرى الفلسطينيين إلى مستشفيات مدنية، ورغم مشاعر القلق الدولية فإن إدارة السجون الإسرائيلية أصرّت على أن الأسرى في حالة مستقرّة، وأنه سيتمّ نقلهم إلى المستشفيات عند الضرورة)· ونقلت الصحيفة عن والد أحد المضربين الأسير ثائر حلالة المضرب عن الطعام منذ 78 يومًا قوله: (ستندلع الانتفاضة الثالثة إذا اُستشهد ابني أو أيّ من الآخرين -لا سمح اللّه- وستكون مختلفة تمامًا عما سبق)· وكانت الشبهات قد أحاطت بحلاحلة من أنه على علاقة بحركة الجهاد الإسلامي، وهو من بين المضربين الذين ساءت أحوالُهم ويقوم أطباء السجن الإسرائيلي بعيادتهم· وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد رفضت طلبًا يوم الجمعة الفائت تقدمت به مجموعات الحقوق المدنية لنقل الأسرى إلى مستشفيات مدنية· ورغم مشاعر القلق الدولية، فإن إدارة السجون الإسرائيلية تصرُّ على أن حالة المضربين مستقرّة، وأنهم سيُنقلون إلى المستشفيات عند الضرورة· وتشمل قائمة مطالب المضربين عن الطعام: إنهاء الحبس الانفرادي وإنهاء تقييد الأسرى خلال العلاج في المستشفى وتوفير رعاية صحِّية مناسبة· وقد أقرّ النّاطق بلسان الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف باحتمال قيام اضطرابات مدنية، لكنه ادّعى أن سلطات السجن لا يمكن أن تكون رهينة للأسرى (الذين يستخدمون الإضراب وسيلة للخروج من السجن)، وادّعى أيضًا أن الإضراب يشمل أفرادًا من (حماس) و(الجهاد الإسلامي)، وأن (من بينهم كثيرين صدرت ضدهم أحكامٌ بالسجن لمدد طويلة بسبب تورّطهم المباشر في أعمال إرهابية ضد مدنيين)· وأفادت تقارير إخبارية صباح أمس عن اجتماعات أمنية إسرائيلية عقدت لبحث الاستعدادات التي سيتّخذها الجيش الإسرائيلي لمواجهة فعاليات إحياء ذكرى النّكبة اليوم الثلاثاء، والتي من المتوقّع أن تصل ذروتها مع استمرار إضراب الأسرى عن الطعام· ونقل موقع (ولا) العبري عن مصادر بالجيش الإسرائيلي قولهم: (إن حالة من القلق تنتاب الجهات الأمنية الإسرائيلية)، وأن (بيني غانتز) رئيس هيئة أركان الجيش قد بحث مؤخّرًا مع قيادات الوحدات الإسرائيلية المختلفة العاملة في الضفّة الغربية وقطاع غزّة طرق التعامل مع التظاهرات العنيفة التي ستقع بمناسبة يوم النّكبة، والتي ستكون أكثر من المعتاد هذا العام بسبب إضراب الأسرى عن الطعام، وأن (كلّ متظاهر سيكون بمثابة قنبلة موقوتة) على حدّ تعبيره· ولم تخفِ التقارير داخل الجيش أن هناك قلقًا من وفاة أيّ أسير، وأن ذلك سوف يثير احتجاجات عنيفة، وأن تركيز وسائل الإعلام المختلفة حول قضية إضراب الأسرى سيعمل على تحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية، ما سيثير قلقًا بالغًا على الأوضاع الأمنية في إسرائيل. وقال أحد الضبّاط الكبار: (إن هناك عددًا من الأسرى تعدّوا عتبة الشهر من دون طعام وأنهم تحت التهديد، ومن الواضح أن كلّ هذا سيكون ديناميت ضد إسرائيل)· على جانب آخر، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومسؤول فلسطيني إن (إسرائيل والفلسطينيين على وشك التوصل إلى اتفاق لإنهاء إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي)· وأعرب المتحدّث باسم الحكومة الفلسطينية في غزة طاهر النونو عن أمله في أن تكلل جهود الوساطة التي تقوم بها مصر لتحقيق مطالب المسجونين بالتوصّل إلى اتّفاق خلال الساعات المقبلة، في الوقت الذي أكّد فيه مسؤول مصري على صلة بالمحادثات أن الاتّفاق لم يكتمل بعد· وبدأ نحو 1600 أسير فلسطيني من أصل 4800 أسير في سجون الاحتلال إضرابًا عن الطعام في 17 أفريل الماضي للمطالبة بتحسين ظروفهم في السجون، والتي شملت إنهاء الحبس الانفرادي والسماح بمزيد من الزيارات، كما يرفض السجناء سياسة إسرائيل في الاعتقال الإداري لأجل غير مسمى دون توجيه تهم أو محاكمة