بعد أقل من عشرين يوما تقريبا، يجتاز عدد هام من تلامذة الأقسام النهائية، امتحانات شهادة البكالوريا التي تعتبر بالنسبة إليهم مرحلة هامة في مشوارهم الدراسي، ونظرا لأن كثيرين يركزون بصفة كبيرة الآن على الحفظ والمراجعة، فنسبة لا بأس بها منهم تبحث عن كافة الوسائل والسبل الممكنة، التي تمكنهم من زيادة مستوى الحفظ، وتنشيط الذاكرة لديهم، حتى وإن استدعى الأمر بذل مجهودات إضافية، أو اللجوء إلى بعض الخلطات العشبية وحتى أنواع من الأدوية، يتم ترويجها بصفة خاصة أثناء موسم الامتحانات، ويتبادلها الطلاب فيما بينهم، دون حتى الاستعانة بطبيب أو أخصائي، أي أنهم يشترونها ببساطة من الصيدليات المنتشرة هنا وهناك، وتختلف أسعارها بحسب نوعيتها، وإذا ما كانت مستوردة أم محلية الصنع، فيما أن أسعارها في الغالب تتراوح ما بين 500 إلى 1500 دج تقريبا· إحدى الطالبات بالقسم النهائي، شعبة آداب وفلسفة، التي تتطلب حفظا كثيرا، وفهما أكثر، وتحضيرا جديا، قالت إنها تسعى قدر الإمكان إلى مسابقة الوقت من أجل استكمال حفظ كافة دروسها قبل موعد الامتحانات بوقت كاف، وعن إمكانية لجوئها إلى بعض الأدوية الخاصة بتقوية الحفظ وتنشيط الذاكرة، وهو أمر قالت إنه معروف ومتداول بين الطلاب والطالبات في موسم الامتحانات، لا سيما طلاب الباكالوريا، قالت إنها لا تحبذ هذا الحل، لا لشيء، إلا خوفا من بعض المضاعفات الصحية التي يمكن أن تؤثر عليها، أثناء الامتحان، ولذلك فهي تفضل اللجوء إلى الأغذية الصحية والعصائر الطازجة، وكذلك مشتقات الحليب والأجبان المختلفة، حيث ترى أنه لا يمكن لشيء أن يؤتي نتائج أفضل من الطبيعة وخيراتها· أحد الصيادلة بالقبة، قال إن مثل هذه الحبوب الخاصة بتقوية الذاكرة متوفرة فعلا، وتختلف أسعارها، من نوع إلى آخر، مؤكدا أنها مفيدة فعلا، وتساعد الطلبة والتلاميذ على التركيز والاستيعاب وتنشيط ذاكرتهم، لكن ما يجب الانتباه إليه أنه، ككل الأدوية الأخرى، في حال الإفراط في تناولها، والاعتماد عليها بصفة كلية، فستكون لها آثار جانبية ضارة وخطيرة، لأن مثل هذه الحبوب تهدد الجهاز المناعي للشخص وتؤثر على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي، وقد تؤدى إلى تقلصات في المعدة كذلك، وعليه فإن على الأولياء بصفة خاصة تحذير أبنائهم من تناول مثل هذه الأدوية، وعلى التلاميذ أنفسهم إدراك أنه لا مناص من العمل الجدي والجهد من أجل النجاح والتفوق، فحتى إن كانت تلك الحبوب قد تساعدهم على التذكر أو الاحتفاظ ببعض المعلومات فإنها لا يمكن أن تكون العامل الرئيسي والأساسي في نجاحهم، كما يجب الانتباه أيضا إلى بعض الأساليب الخاطئة أثناء المراجعة التي يرتكبها الكثير من الطلاب والتلاميذ حاليا للأسف، مثل السهر الطويل، وقضاء ليال بيضاء في الحفظ والمراجعة، حيث يحذر الكثير من الأطباء من مخاطر السهر، فالجسم البشري يحتاج إلى ساعات نوم يومية تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات، وفترة النوم هذه ضرورية وهامة لجسم الإنسان للتجديد والبناء، وإعطاء الجسم الفرصة لتنظيم عملية إفراز الهرمونات، وتنظيم عملية الأيض والبناء، وكثرة السهر تدمر الصحة من الناحيتين النفسية والجسمانية، وهناك أسباب تمكننا من معرفة ضرورة إعطاء الجسم الوقت الكافي للنوم، وعدم السهر ومعالجة الأرق، وبالذات عند الطلاب حيث يحتاجون لفترة دراسة ومراجعة الدروس استعدادا للامتحانات، والحرمان من النوم لفترة طويلة، يقلل من فاعلية جهاز المناعة المسؤول، عن المحافظة على سلامة الجسم، وقد أظهرت الأبحاث أن الطلبة، الذين لا يحصلون على نوم كاف أثناء الليل، يكون أداؤهم الأكاديمي أقل من الطلبة، الذين ينامون لساعات كافية، كما أن قلة النوم تؤثر سلبا على قدرة الطالب على التركيز، وتضعف الذاكرة قصيرة المدى، مما يؤثر على قدرة الطالب على التحصيل العلمي· وعليه، فإن التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة الباكالوريا، مدعوون، إلى تنظيم نومهم جيدا، وعدم النوم طويلا أثناء النهار، بالإضافة إلى تخصيص ساعات النهار للمراجعة والحفظ، مع تخصيص وقت الليل للجلوس مع الأهل وعدم الخروج ليلا أو الارتباط بمتابعة برامج التلفزيون أثناء السهرة·