لم يتبق للتلاميذ والطلبة المقبلين على اجتياز مختلف الامتحانات والشهادات النهائية، إلا أسابيع قليلة، ما يتطلب منهم بذل المزيد من الجهد والوقت لأجل مراجعة وإعادة استيعاب كافة الدروس التي تلقوها منذ بداية السنة، أبرزهم طلبة شهادات التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي، ولأنه لم يتبق من الوقت الكثير، حيث أن أغلب الامتحانات ستُجرى أواخر شهر ماي وخلال الأسبوع الأول من شهر جوان، فقد دخل الكثير منهم في سباق مع الزمن، لأجل محاولة استرجاع عدد كبير من الدروس بغية التحضير الجيد للامتحانات، فبينما يعتمد البعض منهم على زيادة ساعات الحفظ والمراجعة وتخصيص أوقات الفراغ لأجل استذكار مزيد من الدروس، يلجأ بعضهم الآخر إلى مضاعفة حصص الدروس الخاصة، وحصص المراجعة الجماعية مع بعض زملائهم، أما البعض الآخر لا يبدو متأثرا كثيراً، ولا متوترا كالآخرين، ليس لأنهم واثقون جدا من نجاحهم وتفوقهم، وإنما لاعتمادهم على بعض الأدوية والحبوب الخاصة بتقوية الذاكرة ورفع الذكاء والمساعدة على الحفظ والاستذكار، وهو ما كشف عنه بعض التلاميذ بإحدى ثانويات العاصمة الذين قالوا إن بإمكانهم الحفظ والمراجعة والتحضير بشكل جيد بمساعدة هذه الأدوية، التي يعترفون أنها لا يمكن أن تؤدي إلى النتيجة المرجوة بمفردها وإنما يجب أن تكون مرفوقة بمجهودات شخصية يبذلها التلميذ وبضرورة التحلي بالإرادة والعزيمة والتركيز. ولا يبدو هؤلاء التلاميذ متخوفين من الآثار أو النتائج العكسية التي يمكن أن تؤدي إليها هذه الأدوية، سيما وأن نسبة لا بأس بها منهم تتناولها دون استشارة الطبيب، وتقتنيها مباشرة من الصيدليات، نظرا لتوفرها بشكل كبير، خصوصا في أوقات الامتحانات والشهادات، بأسعار مختلفة تبدأ من 500 دج للعلبة الواحدة، ويقول صيدلي من »جسر قسنطينة« بالعاصمة إن هذه الحبوب مفيدة في واقع الأمر وتساعد الطلبة والتلاميذ على التركيز والاستيعاب وتنشط الذاكرة، بشرط عدم الإفراط في تناولها، لأن لها آثارا جانبية ضارة وخطيرة، تهدِّد الجهاز المناعي للشخص وتؤثر على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وقد تؤدى إلى تقلصات في المعدة كذلك. وعليه فإن على الطلبة والتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات مصيرية ومهمة الاعتماد أكثر على مجهودهم الشخصي، وعلى تحسين وتنويع نظامهم الغذائي خلال فترة الامتحانات بتناول أغذية مفيدة لتنشيط الذاكرة وزيادة معدل الذكاء، وتناول بعض المشروبات المنبهة الطبيعية كالنعناع، الحلبة، الشاي وغيرها من المشروبات الأخرى، وعدم اللجوء إلى أساليب قد تؤدي بهم إلى نتائج غير متوقعة، بل وقد تنعكس على صحتهم سلبيا على المدى البعيد، حيث أن البعض منهم قد يصل إلى درجة إدمان هذه الحبوب دون أن يشعر بذلك، وهي أخطار كبيرة ينبغي التنبه لها من طرف الأولياء ومن طرف التلاميذ والطلبة أنفسهم.