لازالت الفكرة السائدة في مجتمعنا تناهض الارتباط بمطلقة أو حتى برجل مطلق خاصة وأن الفكرة التي تحوم من حولهم هي جد سلبية، وإلا كيف وصلت الأمور إلى حد الطلاق ونجم عنه تشتيت الأبناء، ومن ثمة يستعصى على هؤلاء معاودة الكرّة من جديد والزواج مرة أخرى لاسيما وأن أغلب العائلات الجزائرية ترفض استقدام عروس مطلقة وكذلك البنت يرفض تزويجها مع رجل سبق له الزواج خوفا من تكرار نفس التجارب بعد أن تحوم في عقول الكل أن الطلاق لم يأت من العدم وإنما يعود إلى مسببات قوية أدت إلى انتهاء العلاقة الزوجية· هي للأسف الأفكار التي تسود في مجتمعنا منذ سنوات خلت فمن سبقت له تجربة الزواج وانتهت بالطلاق ينظر له على أنه شخص سيء الصفات والطباع لم يحافظ على العشرة الزوجية، وسهل عليه تفكيكها بكل بساطة وربما تخليف ضحايا في الوقت الذي كان من الواجب الحفاظ على أسرته وعدم زعزعتها، وتلام المرأة والرجل في تلك الأثناء من طرف المجتمع، حتى أنه يستعصى على الطرفين إعادة التجربة من جديد وينظر لهم على أنهم مذنبون في حق الأسرة والمجتمع مهما كانت الظروف والأسباب التي أدت إلى ذلك الحل السلبي الذي كثر في السنوات الأخيرة وتضخمت إحصائياته· وإن كانت نظرات الذنب تتضاعف بالنسبة للمرأة عنه إلى الرجل خاصة وأن المرأة يقع على كاهلها المحافظة على الرابطة الزوجية، وتتحمل كل السلبيات لتجنب صفة مطلقة خاصة في مجتمعنا الذي لا يرحم المرأة المطلقة وتحوم من حولها العديد من الشبهات بعد طلاقها، فأغلب الأسر الجزائرية لا تتقبل فكرة طلاق البنت فهي من الأول قنبلة موقوتة لدى بعض الأسر تزداد شدتها بعد حدوث الطلاق لأسباب يعلمها الجميع، ويحكم عليها بالسجن مدى الحياة بالمنزل حتى يطرق بابها من يقصد الزواج، وهي نسب ضئيلة جدا، بحيث يعانين من العنوسة حتى العازبات فما بالنا بمطلقة التي تتضاءل فرصها لإعادة الزواج· أما إذا نظرنا من جانب الرجل الذي فشل في زواجه الأول وانتهائه بالطلاق فكذلك تلحقه الآفة خاصة وأن الكثير من العائلات ترفض تزويج ابنتها لرجل سبق له الزواج خصوصا إذا أفضت العلاقة إلى تخليف أبناء الطلاق لدواع عدة، خاصة وأنهم يرفضون أن تستغل ابنتهم في تربية الأبناء وكذلك خوفا من المشاكل التي قد تقع بسبب الأبناء فيحتمل الطلاق للمرة الثانية بالنظر إلى تعوّد الزوج على تلك العادة، بحيث يسهل عليه تكرارها في أي وقت وحين· وتظل تلك التخيلات والتخمينات سببا في تقليص فرص الزواج لطرفي الطلاق سواء المرأة أو الرجل بالنظر إلى حوم العديد من الشكوك، وخوفا من تكرار نفس التجربة بناء على عيوب في الطباع قد تلحق المرأة المطلقة أو الرجل الذي سبق له الزواج وانتهت العلاقة بالطلاق· فالأفكار السائدة في مجتمعنا عادة ما تبنى على باطل ويحكم على المرأة المطلقة على أنها امرأة سيئة وغير سوية وتحوم من حولها العديد من الشكوك والتهم مما يجعل إعادة زواجها للمرة الثانية من سابع المستحيلات، فأي عائلة ترفض تزويج ابنها إلى امرأة مطلقة، ومن العينات ما أدت إلى حدوث مشاكل عويصة تنتهي بمغادرة البيت العائلي أو القيام بسلوكات منحرفة لعقاب الأسرة، ونفس الشبهات تلاحق الرجل المطلق الذي اختار إعادة حياته للمرة الثانية إلا أنه قوبل بالرفض لا لشيء سوى لأنه اتهم بأنه شخص مشكوك في أمره وإلا كيف لم يستمر في زواجه الأول·